الأحد, 5 أكتوبر 2025 08:31 PM

تعديلات مقترحة على العطل الرسمية في سوريا: إضافة عيد الثورة وإلغاء عيد الشهداء يثير جدلاً

تعديلات مقترحة على العطل الرسمية في سوريا: إضافة عيد الثورة وإلغاء عيد الشهداء يثير جدلاً

تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لقرار رئاسي مزعوم يتضمن تعديلات على العطل الرسمية في سوريا. وبحسب الصورة المتداولة، سيتم إضافة يوم 18 آذار كعيد وطني للاحتفال بذكرى انطلاق الثورة السورية، بالإضافة إلى عيد التحرير في 8 كانون الأول. في المقابل، سيتم إلغاء عيد حرب تشرين وعيد المعلم، بالإضافة إلى عيد الشهداء، الأمر الذي أثار استياء وتساؤلات واسعة بين الناشطين.

وعبرت الناشطة النسوية “سوسن زكزك” عن استغرابها من إلغاء عيد الشهداء، معتبرة ذلك "تزييفاً سياسياً للتاريخ العربي". وأشارت في منشور على فيسبوك إلى أن ما عاشته البلاد العربية من الحكم العثماني كان احتلالاً وليس خلافة، وأن مقاومة هذا الاحتلال كانت بداية نهضة عربية. وطالبت بعدم تزوير التاريخ.

من جهته، تساءل “علي” عبر صفحته على فيسبوك عن سبب إلغاء عيد الشهداء، مشيراً إلى أن هذا العيد كان يحيي ذكرى إعدام “جمال باشا السفاح” لعدد من الوطنيين في لبنان وسوريا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.

أصل عيد الشهداء

يصادف عيد الشهداء يوم 6 أيار من كل عام، وهو ذكرى المجزرة التي ارتكبها الوالي العثماني “أحمد جمال باشا”، الملقب بـ "السفاح"، بحق 21 مناضلاً تم إعدامهم فجر 6 أيار 1916.

يذكر أن المحكمة العرفية التي أقامها “أحمد جمال باشا” في “عالية” أصدرت أحكاماً مسبقة على المتهمين دون الاستماع إلى دفاعهم أو تحقيق شروط المحاكمة العادلة. كما فشلت مساعي “الشريف حسين بن علي” للتوسط لدى الصدر الأعظم، ولم تسفر لقاءات الأمير “فيصل بن الحسين” الثلاثة مع الوالي العثماني عن أي مراجعة لأحكام الإعدام.

أطلقت السلطات العثمانية يد “السفاح” في سوريا، وأصدرت قوانين تسمح لقادة الجيش بتنفيذ أحكام الإعدام بشكل عاجل دون الرجوع إلى السلطات المركزية في “إسطنبول”. وحين فشل “أحمد جمال” في حملتيه العسكريتين على “مصر” لاحتلالها، حمّل العرب مسؤولية الهزيمة.

وجه “السفاح” تهمة العمالة لمجموعة واسعة من المثقفين والسياسيين العرب، واتهمهم بالعمل على الانفصال عن الدولة العثمانية. وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن “السفاح” نفسه كان يمتلك نوايا لفصل “سوريا” عن الدولة العثمانية وتنصيب نفسه حاكماً عليها، فكان يعمل على توطيد حكمه بقمع كل نشاطات الزعماء الوطنيين والمثقفين العرب.

تم نقل 7 من المناضلين السوريين إلى ساحة “المرجة” في “دمشق”، و 14 آخرين إلى ساحة “البرج” في “بيروت”، حيث كانت مشانق “السفاح” تنتظرهم، وتحول اسم الساحتين إلى ساحة “الشهداء” تخليداً لذكرى الحادثة.

وكان “السفاح” قد أعدم 11 مناضلاً من دعاة الإصلاح في “بيروت” قبلها بنحو عام في 21 آب 1915، في مقدمة للمجزرة التي سيرتكبها لاحقاً.

في صبيحة 6 أيار، استيقظ أهالي الشام على الفاجعة التي فقدوا فيها خيرة المثقفين والوطنيين والأحرار العرب الذين واجهوا مصيرهم ببسالة، ولم يتراجعوا عن انتمائهم للبلاد والدفاع عن هويتها أمام الوالي القادم من “جمعية الاتحاد والترقي” التي بدأت بفرض سياسة التتريك واضطهاد العرب في بلادهم.

شكّل إعدام المناضلين العرب في 6 أيار سبباً رئيسياً لقيام الثورة العربية ضد العثمانيين في حزيران من العام نفسه، وأشعلت شرارة إعدامهم نار الغضب في نفوس السوريين والعرب ضد الاحتلال العثماني.

تتجدد ذكرى الشهداء كل عام في نفوس السوريين الذين خلدوا في تاريخهم ذكرى 21 بطلاً دافعوا عن أمتهم حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم في المواجهة أمام المحتل.

مشاركة المقال: