محمد خواجوئي: بعد ساعات من تصريح مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، عن استعداد طهران لاتفاق فوري مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن قرب التوصل إلى اتفاق مع إيران، خلال لقائه برجال أعمال في قطر.
أكد ترامب: "أريد أن تصبح إيران دولة كبيرة، لكن لا يمكنها امتلاك سلاح نووي. لا نريد التهديد بالخيار الثاني".
وأشار إلى موافقة طهران "نوعاً ما" على بنود الاتفاق، مؤكداً جدية الولايات المتحدة في المفاوضات من أجل سلام مستدام، معرباً عن اعتقاده بقرب التوصل إلى اتفاق.
أشاد ترامب بدور الوساطة الذي يقوم به أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، قائلاً: "إيران محظوظة بوجود أمير قطر الذي يناضل من أجل التوصل إلى اتفاق وعدم مهاجمتها".
تأتي تصريحات ترامب في ظل استمرار المحادثات الإيرانية – الأميركية بوساطة عُمانية، والتي تهدف إلى فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. وكانت تصريحات أميركية حول ضرورة وقف برنامج تخصيب اليورانيوم وتفكيك المنشآت المرتبطة به، قد أثارت جدلاً في طهران، حيث اعتبر مسؤولون إيرانيون أن هناك تناقضاً بين التصريحات الإعلامية وتلك التي تُطرح على طاولة المفاوضات، مؤكدين استعدادهم لخفض مستوى التخصيب، ولكن ليس وقفه بالكامل.
أبدت أوساط إسرائيلية مخاوف متزايدة من بوادر التقارب بين واشنطن وطهران.
تقارير إعلامية أشارت إلى اقتراح إيراني بإنشاء مشروع مشترك لتخصيب اليورانيوم يضم دولاً عربية واستثمارات أميركية، للتغلب على الاعتراضات الأميركية. موقع "أكسيوس" نقل عن مسؤول أميركي أن المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، أعد مقترحاً يحدد معايير ترامب للبرنامج النووي المدني الإيراني، وقدمه للوفد الإيراني في الجولة الرابعة من المفاوضات.
قبل تصريحات ترامب، أعلن مستشار المرشد الإيراني استعداد بلاده لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات فوراً. شمخاني صرح لـ "إن بي سي نيوز" بأن إيران تتعهد بعدم بناء أسلحة نووية والتخلص من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وتخصيب اليورانيوم حصراً عند المستويات الضرورية للاستخدام المدني، والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على العملية، مقابل الرفع الفوري للعقوبات الاقتصادية.
شمخاني أكد استعداد إيران لتوقيع الاتفاق فور تلبية مطالبها، مضيفاً أن "الأمر لا يزال ممكناً. إذا نفذ الأميركيون ما يقولونه، فسنتمكن بالتأكيد من إقامة علاقات أفضل".
في المقابل، فرضت إدارة ترامب عقوبات جديدة استهدفت ستة أشخاص و12 شركة، لدعمهم برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. أوساط إسرائيلية أبدت مخاوف متزايدة من تقارب بين واشنطن وطهران، مع استئناف المحادثات النووية في مسقط، وتصريحات أميركية "توحي بتليين الموقف تجاه إيران"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست". الصحيفة ذكرت أن "إسرائيل تخشى من أن تسفر المحادثات عن اتفاق لا يلبّي متطلباتها الأمنية، ويمنح إيران هامش مناورة لتثبيت نفوذها في المنطقة من دون قيود كافية على برنامجها النووي".