في ذكرى ميلادها، أقدمت الكاتبة والشاعرة الإيرانية شيوا أرسطوئي، البالغة من العمر 64 عامًا، على إنهاء حياتها، معلنةً نفورها من "الوجود العقيم" و"الهواء الثقيل" الذي يرزح تحته الشعراء. يبدو أنها لم تعد تحتمل العذاب الذي رأته ملازمًا لامرأة تكتب في عالم محول إلى مستنقع بفعل السياسة والحروب.
وُلدت أرسطوئي في طهران عام 1961، وبرزت كصوت نسائي هام في الأدب الإيراني الحديث، معبرة عن وجع الأنثى وأحلامها بلغة تجمع بين الإحساس العميق والواقعية الناقدة. تميزت في التسعينيات بابتعادها عن الرومانسية المألوفة، واقترابها من قضايا الهوية والمرأة والواقع الاجتماعي الإيراني، بزاوية نقدية نسوية صادقة.
من أبرز أعمالها رواية "بيبي شهرزاد" التي كشفت عن العوالم الداخلية للمرأة الإيرانية في مجتمع يخضعها للتقاليد والرقابة. كما أصدرت مجموعة قصصية بعنوان "جئت لأشرب الشاي مع ابنتي"، وديوان "ضائع" الذي سلط الضوء على التجربة الأنثوية تحت وطأة القمع الاجتماعي والوجداني.
لم تكن أرسطوئي مجرد كاتبة، بل كانت معلمة أجيال، درّست فن السرد القصصي في جامعة طهران للفنون، وشاركت في أعمال سينمائية قصيرة، مساهمة في المشهد الثقافي الإيراني بأوجه متعددة.
رسالتها الأخيرة كانت مؤثرة: "لا أريدك أن تتبرعمي من النافذة أنتِ زهرة! صغيرة وجميلة سرعان ما تذبل، هيا نضع نقطة النهاية".
برحيلها، يخسر الأدب الإيراني صوتًا فريدًا، لكنها ستبقى حاضرة في كتبها وكلماتها، وفي النساء اللاتي يجدن في كتاباتها صدى لتجاربهن.
إعداد : محمد عزوز عن حسابات متعددة في ( فيسبوك ـ أنستغرام ) (اخبار سوريا الوطن ٢-صفحة المعد)