السبت, 16 أغسطس 2025 02:10 PM

تفاصيل اختطاف مرافقي قافلة إغاثية متجهة إلى السويداء: مطالب بالإفراج الفوري

تفاصيل اختطاف مرافقي قافلة إغاثية متجهة إلى السويداء: مطالب بالإفراج الفوري

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس 14 آب، يظهر مجموعة كانت ضمن قافلة إغاثية في طريقها إلى السويداء، تعرضت لكمين مسلح في 11 آب الحالي.

أفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن المجموعة التي أوقفت القافلة واختطفت بعض أفرادها مجهولة، وأن الكمين وقع على مفرق السهوة قبل معبر بصرى الشام في درعا بـ15 كيلومترًا. وأوضح أن القافلة ليست تابعة لـ"الهلال الأحمر السوري" كما يشاع، بل هي قافلة نظمها متطوعون، حيث أن قوافل "الهلال الأحمر" عادة ما ترافقها دوريات للأمن العام.

يظهر في الفيديو خمسة أشخاص، بينهم عابد أبو فخر وفداء عزام (اللذان أُعلن عن اختطافهما)، بينما لم تتمكن عنب بلدي من التحقق من أسماء الثلاثة الآخرين. وقال المتحدث في الفيديو إن هؤلاء "ليسوا مختطفين أو مأسورين وإنما بين أهلهم وإخوتهم"، ولكنه أشار إلى وجود "شباب وحرائر لنا نريدهم"، في إشارة إلى عملية تبادل محتملة لإطلاق سراح المخطوفين.

وأشار المراسل إلى أن المجموعة الخاطفة تابعت القافلة من بلدة صيدا، التي تبعد عن ممر بصرى الشام 20 كيلومترًا، عبر الدراجات النارية، واختطفت عددًا من مرافقي القافلة مع سياراتهم، مما أدى إلى اشتباك بين المجموعة الخاطفة وعناصر الأمن العام، أسفر عن تحرير اثنين من المخطوفين ومقتل عنصر من الأمن العام يدعى محمود المقداد.

أفاد المراسل بأنه لا توجد معلومات عن المجموعة الخاطفة حتى وقت تحرير هذا الخبر. وكانت القافلة قد انطلقت من جرمانا إلى السويداء في 11 آب الحالي، حاملة مساعدات إنسانية وطبية.

وقالت "لجنة وقف طائفة المسلمين الموحدين الدروز في مدينة جرمانا" في بيان يوم الخميس 14 آب، إن القافلة انطلقت "بعد الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات الحكومية المختصة، بهدف إيصال الدعم إلى أهلنا المتضررين في محافظة السويداء". وأضافت اللجنة أن القافلة تعرضت لكمين مسلح من قبل جهات مجهولة قبل وصولها إلى معبر بصرى الشام، حيث تم الاعتداء عليها وسرقة محتوياتها واحتجاز السائقين والمرافقين.

وذكر بيان لجنة الوقف أن الجهات الأمنية تمكنت من تحرير عدد من السائقين، فيما لا يزال مصير خمسة من المرافقين مجهولًا حتى لحظة إصدار البيان، وهم: سمير بركات "عضو لجنة الوقف"، عابد أبو فخر، يامن الصحناوي، فداء عزام، رضوان الصحناوي. وطالبت اللجنة الجهات الحكومية الأمنية المختصة بـ"تحمّل مسؤولياتها كاملة، والعمل العاجل على كشف ملابسات الحادث، وتحديد هوية الجناة، وضمان سلامة المحتجزين، وإعادتهم إلى ذويهم سالمين في أقرب وقت ممكن".

أصدر آل الصحناوي في جرمانا وجبل السويداء بيانًا عقب انتشار الفيديو، أوضحوا فيه أن أبناءهم "يامن الصحناوي ورضوان الصحناوي" ليسوا من الذين أفرج عنهم الأمن العام أو من الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو. وطالب آل الصحناوي بالكشف عن مصيرهما والإفراج عنهما، مؤكدين أنهما كانا في مهمة إنسانية بحماية الأمن العام و"الهلال الأحمر"، وحمّلوا السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن سلامتهما وسلامة رفاقهما.

من جانبها، ذكرت محافظة درعا في 11 آب الحالي أن قوى الأمن الداخلي في درعا حررت مختطفين إثر كمين مسلح استهدف سيارات نقل بضائع تجارية للسويداء. وبحسب المحافظة، تدخلت قوى الأمن الداخلي لتحرير المختطفين، واندلعت اشتباكات مع أفراد العصابة قُتل خلالها عنصر من قوى الأمن وأصيب خمسة آخرون. وتمكنت القوة من تحرير شخصين وإلقاء القبض على ثمانية أشخاص مشتبه بتورطهم في العملية، وتجري التحقيقات معهم للكشف عن ملابسات الحادثة وتحديد الجهات الضالعة فيها. كما عثرت على سائقين كانت سياراتهما قد سُلبت وتمكنوا من الهروب، ولا يزال ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين، إضافة إلى سيارتين، حسب شهادة الناجين، في حين تواصل قوى الأمن عمليات البحث والملاحقة لضمان سلامة المفقودين.

يذكر أن رئيس مركز الاستجابة الطارئة في الدفاع المدني السوري بمدينة إزرع في درعا، حمزة العمارين، اختطف في 16 تموز الحالي، وما زال مصيره مجهولًا حتى اللحظة، بعد فقدان الاتصال به خلال إجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى من مناطق الاشتباك في محافظة السويداء، وسط مطالبات بالكشف عن مصيره.

شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية. وبدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء، الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 تموز. تطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة ما استدعى تدخل الحكومة التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا للحكومة في السويداء ودمشق، لتعود الانتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية، التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء. وتسير الأوضاع في السويداء إلى التهدئة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تعاني المحافظة من أوضاع إنسانية صعبة. وتواجه الحكومة السورية اتهامات بفرض حصار إنساني وعسكري على السويداء، إلا أنها تنفي ذلك وتؤكد إمكانية إرسال المساعدات.

مشاركة المقال: