الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 12:10 AM

تقرير مرصد الألغام: سوريا تتصدر الدول الأكثر تضررًا من مخلفات الحرب

تقرير مرصد الألغام: سوريا تتصدر الدول الأكثر تضررًا من مخلفات الحرب

كشف تقرير "مرصد الألغام الأرضية" لعام 2025 عن ارتفاع حاد في عدد ضحايا الألغام والمخلفات المتفجرة في سوريا خلال عام 2024، مما أعاد هذا الملف إلى صدارة التحديات التي تواجه السكان في مناطق واسعة من البلاد.

وبحسب التقرير الذي نقلته وكالة "رويترز"، تصدرت سوريا قائمة الدول التي شهدت تصاعدًا في الإصابات المرتبطة بالألغام، حيث يواجه السكان العائدون إلى ديارهم خطرًا متزايدًا بسبب انتشار المخلفات المتفجرة في المناطق التي شهدت معارك سابقة.

سجل التقرير أكثر من ستة آلاف حادثة خلال العام الماضي، بما في ذلك 1,945 حالة وفاة و4,325 إصابة، وهو أعلى رقم سنوي منذ عام 2020. وكان نحو 90% من الضحايا من المدنيين، ونصفهم تقريبًا من النساء والأطفال.

وأشار التقرير إلى أن الزيادة تركزت بشكل رئيسي في مناطق النزاع في سوريا وميانمار، حيث يواجه العائدون إلى مناطقهم في سوريا مخاطر متصاعدة بسبب المخلفات المتفجرة عقب سقوط النظام السابق.

وأوضح التقرير الصادر عن مرصد الألغام 2025 أن هذه المخاطر تفاقمت خلال عام 2024، مع استمرار غياب برامج إزالة فعالة وتراجع الدعم الدولي.

وحذر المرصد من أن الألغام والمخلفات المتفجرة باتت تشكل تهديدًا يوميًا لحياة المدنيين، خاصة في المناطق التي شهدت تغيرات في السيطرة خلال السنوات الأخيرة، مما يزيد من صعوبة عمليات المسح والتطهير.

يأتي هذا الارتفاع في وقت تعاني فيه برامج نزع الألغام عالميًا من خفض التمويل، مما أدى إلى تقليص المبادرات الإنسانية المخصصة لإزالة المتفجرات وتقديم الدعم للضحايا، وهي عوامل تنعكس مباشرة على الوضع في سوريا.

2370 عملية لإزالة المخلفات

أعلن الدفاع المدني في 17 من تشرين الثاني عن تنفيذ 2370 عملية إزالة لمخلفات الحرب في سوريا، منذ بداية عام 2025 إلى 15 من تشرين الأول الماضي.

وحددت فرق المسح التقني 900 موقعًا ملوثًا بمخلفات الحرب، وقدمت أكثر من 10 آلاف جلسة توعية للسكان، استفاد منها نحو 23 ألف مواطن بينهم 20 ألف طفل.

وحذر الدفاع المدني في بيان من مخاطر الاقتراب من الأجسام الغريبة أو الذخائر غير المنفجرة، مشددًا على تجنب المناطق التي شهدت اشتباكات مؤخرًا أو تحوي مواقع عسكرية وحقول ألغام.

ونوه إلى ضرورة إبلاغ الفرق العاملة في قطاع مكافحة مخلفات الحرب فورًا، وعدم محاولة الاقتراب أو تحريك أي جسم مشبوه، مشيرًا إلى أن فرق الدفاع المدني السوري ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تعمل على إزالة هذا الخطر القاتل، عبر عمليات المسح والإزالة.

الدفاع المدني قال إنه "يسعى لحماية المدنيين وضمان سلامتهم في منازلهم ومزارعهم وطرق عودتهم إلى قراهم، وتنبع جهوده من إيمانه بحق السوريين في حياة آمنة ومستقبل خالٍ من المخاطر".

وأوضح أن مخلفات الحرب تشكل خطرًا كبيرًا يلاحق السوريين ومستقبلهم لسنوات طويلة، ويحول حياتهم اليومية إلى موت مؤجل، مبينًا أن مئات الآلاف من الألغام الأرضية والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة منتشرة في المدن والبلدات والمزارع، كإرث قاتل خلفته سنوات "القصف العنيف والهجمات الوحشية لنظام الأسد وحلفائه".

مشاركة المقال: