الأحد, 19 أكتوبر 2025 11:37 PM

تلوث يهدد صحة سكان الشجرة في درعا بسبب القمامة والصرف الصحي

تلوث يهدد صحة سكان الشجرة في درعا بسبب القمامة والصرف الصحي

درعا – محجوب الحشيش: يعاني سكان بلدة الشجرة في ريف درعا الغربي من انتشار القمامة بشكل عشوائي في الشوارع ومحيط السوق، مما أدى إلى ظهور مكبات تسبب روائح كريهة وتشوّه المنظر العام. وعلى الرغم من جهود مجلس البلدية في ترحيل القمامة يوميًا، إلا أن نقص الحاويات وعدم التزام السكان يحدّان من فعالية هذه الجهود.

تعتبر ناحية الشجرة من أكبر بلدات حوض اليرموك، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 16,000 نسمة، ويعتمد سكانها على الزراعة وتربية المواشي والنحل في معيشتهم.

مكب للنفايات في مقر البلدية السابق

استغل السكان مقر البلدية السابق، المدمر حاليًا، كمكب عشوائي للنفايات، مما تسبب في تلوث بيئي. وأكد الصيدلاني يوسف الريني، الذي تقع صيدليته مقابل المكب، أن مجلس البلدة يرحّل القمامة يوميًا، لكن المكان يعود للامتلاء بعد ساعات. وأشار إلى أن بعض الأهالي يرمون مخلفات ذبح الحيوانات في المكب، مما يزيد من التلوث وانتشار الكلاب الضالة. وقد لاحظ حالات حساسية جلدية، خاصة لدى الأطفال، نتيجة للتلوث والحشرات.

محمود الحسن، من سكان الحي المحيط بالسوق، حمّل البلدية المسؤولية عن انتشار القمامة في معظم الأحياء، ودعا إلى تغريم المحال التي ترمي الفضلات بشكل عشوائي، وطالب بتوفير حاويات إضافية ونشر ثقافة استخدامها.

نقص في الحاويات والآليات والكوادر

أوضح عبد الرزاق العبد الله، مدير المكتب الفني في مجلس بلدية الشجرة، أن البلدية تحتاج إلى حوالي 300 حاوية لتوزيعها في الأحياء والأسواق. وأشار إلى أن المجلس يمتلك جرارًا واحدًا فقط، ويحتاج إلى جرار إضافي، بالإضافة إلى ثمانية عمال على الأقل. كما لفت إلى أن المجلس البلدي انتقل إلى مركز الشؤون المدنية بعد تدمير مقره السابق، وأن دائرة السجلات المدنية في درعا طالبت بإخلاء المقر.

مشكلة الصرف الصحي

تعاني بلدة الشجرة من عدم وجود محطة معالجة لمياه الصرف الصحي، التي يتم تصريفها حاليًا إلى وادي اليرموك، مما يتسبب في تلوث بيئي. وتشتكي نوفا الصالح، من سكان الحي الغربي، من الروائح الكريهة وانتشار البعوض والحشرات، وتطالب بإنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي.

أشار عبد الرزاق العبد الله إلى أن الحكومة السورية وافقت على إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي عام 2010، إلا أن اندلاع الثورة حال دون تنفيذ المشروع. وفي عام 2020، راجع المجلس البلدي مديرية الصرف الصحي لإتمام المشروع، لكن لم يتم الرد. وأضاف أن البلدة مخدّمة بنسبة 90% بشبكة صرف صحي، لكن دون وجود محطة معالجة. وأكد أن بعض المزارعين يستخدمون مياه الصرف الصحي في ري المزروعات، مما يهدد بانتشار الأمراض الوبائية. وفي أيلول 2023، أصيب حوالي 650 شخصًا بالتهاب الكبد الوبائي بسبب تلوث مياه الشرب والخضروات المروية بمياه الصرف الصحي.

مشاركة المقال: