الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 09:56 PM

جدل في سوريا حول "المؤثرين الجدد": هل يخدمون صورة البلاد أم يسيئون إليها؟

جدل في سوريا حول "المؤثرين الجدد": هل يخدمون صورة البلاد أم يسيئون إليها؟

في دمشق، ومع عودة الحياة تدريجياً، تتزايد الفعاليات والمهرجانات التي تجذب أعداداً كبيرة من المؤثرين وصناع المحتوى. إلا أن هذه الفعاليات تثير تساؤلات حول هوية هؤلاء "المؤثرين" الذين أصبحوا واجهة إعلامية لسوريا.

تُظهر قوائم المدعوين إلى هذه الفعاليات، خاصة تلك المدعومة رسمياً أو شبه رسمياً، أسماء لم تتخذ مواقف واضحة خلال سنوات الصراع، بل إن بعضها عُرف بموالاته للنظام السابق والترويج له.

يثير هذا التناقض جدلاً واسعاً، ويطرح أسئلة حول الرسالة التي تسعى دمشق لتقديمها للعالم.

بينما يرى البعض أن هذه الدعوات تأتي ضمن استراتيجية لتجميل صورة البلاد وتقديمها كوجهة طبيعية للسياحة، يعتبر آخرون أنها تسيء إلى هذه الصورة. فالمؤثرون الذين لم يشاركوا في أي حراك اجتماعي أو سياسي، والذين اكتسبوا شهرتهم من مواضيع ترفيهية أو استهلاكية، لا يمثلون بالضرورة الشارع السوري بكل تعقيداته.

في المقابل، هناك شريحة من الشباب السوري، داخل البلاد وخارجها، كان لها دور فاعل خلال السنوات الماضية، سواء بالمشاركة في الحراك الثوري أو بتقديم محتوى يعكس الواقع المعيشي والاجتماعي بصعوباته. هذه الفئة تُهمش في الفعاليات الكبرى، مما يزيد من الشعور بالإقصاء.

عندما تستضيف فعاليات ثقافية وفنية مؤثرين لم يتركوا بصمة حقيقية، فإن ذلك يقدم صورة زائفة عن المجتمع. الصورة المعروضة هي لدمشق المتصالحة والمزدهرة، متجاهلةً مئات الآلاف من القصص التي صنعتها سنوات الثورة.

تبرز هنا تجارب ناجحة لفعاليات كبرى لم تعتمد على هؤلاء المؤثرين، مثل فعالية "أبشري حوران". أثبتت هذه التجربة أن النجاح ممكن دون الحاجة إلى دعوة هذه الفئة، بل إن غيابهم منح الفعالية طابعاً أقرب إلى الشارع السوري وأهالي الضحايا، مما جعلها أكثر صدقاً وتأثيراً.

في النهاية، يبدو أن استراتيجية الاعتماد على "المؤثرين الجدد" لتجميل صورة سوريا قد تكون سلاحاً ذا حدين. فبقدر ما تجذب الانتباه إلى عودة الحياة في بعض المدن، فإنها قد تزيد من الشرخ بين المؤسسات الرسمية والجمهور، وتقدم صورة سطحية لا تعكس العمق والتاريخ الذي عاشه الشعب السوري.

مشاركة المقال: