الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 08:02 PM

جريدة "الثورة السورية" تواجه تحديات الإعلام الرقمي وتسعى لاستعادة ثقة الجمهور

جريدة "الثورة السورية" تواجه تحديات الإعلام الرقمي وتسعى لاستعادة ثقة الجمهور

في خضم التحديات التي يفرضها الفضاء الرقمي، تنهض جريدة "الثورة السورية" بمهمة نبيلة، ساعيةً إلى نقل الاشتباك السوري-السوري من مجرد خلاف حول الوقائع إلى تقنينٍ قائم على الرأي، قبولاً أو رفضاً، مع الالتزام بالوقائع المنقولة بمهارة الصحافة ومصداقيتها.

تدرك الجريدة التحديات المتمثلة في عوامل الوقت والتحضير والطباعة والتوزيع، والتي قد تعيق هدفها في المنافسة غير العادلة أمام العصر الرقمي. إلا أنها تسعى لتقديم وجبة إعلامية متكاملة، شاملة للمعلومات والمصادر ووجهات النظر، مع التركيز على الأسلوبية التي تساهم في تحقيق توازن الموقف الشعبي وعدم الانجرار إلى ساحات الاشتباكات غير المنضبطة في وسائل التواصل الاجتماعي.

إن نقل الاشتباك وضبطه ومأسسته عبر الإعلام خطوة هامة للانتقال إلى تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. فالإعلام ليس مجرد ناقل للخبر، بل هو يمهد لتعايش الجمهور مع مؤسساته وبداية مشروع عودة الثقة بها.

من المسلمات أن المحتوى غير المهني على المنصات الاجتماعية وتهافت الناشرين، داخلياً وخارجياً، قد أحدث خلطاً وتشتيتاً لميول الجمهور، وخلق أزمة ثقة واضحة بين المتصفح وناشر المحتوى، خاصة مع وجود "الذباب الالكتروني" الذي يسعى لخلق الأزمات.

تحمل المرحلة المقبلة فرصة نادرة لإعلام وطني يعيد الاعتبار للكلمة، ويجعلها أداة بناء ورقابة وحوار واقتراح حلول. فالأرواح التي تقف خلف هذا الانطلاق مؤمنة برسالتها الإعلامية، وتعرف أن طريق مهنة المتاعب طويل، لكنها قبلت المهمة والتحدي والرهان في الزمن السوري الصعب.

إن الفسحة الإعلامية الجديدة لجريدة "الثورة السورية" فرصة للنجاة من حالة الاضطراب الإعلامي، ولمعالجة القضايا بمسؤولية صحيفة وطن، وتقديم محتوى موثوق المصدر. سيجد الناس أصواتهم عبرها، من أقصى مزرعة جنوب حوران إلى قرى الشمال الشرقي في الحسكة السورية.

أمام جريدة "الثورة" فرصة "أكون أو لا أكون"، وعليها واجب الفوز رغم صعوباته. يمكنها اليوم مع زميلاتها من المؤسسات الإعلامية تعزيز ثقة الناس وعودتهم للإعلام الوطني كمصدر للوقائع، وملامسة هموم الشارع السوري وقضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتقديم محتوى يليق بوطن ذاق مرارة القهر والتصحر السياسي والتهجير والمعتقلات.

تمتلك "الثورة السورية" مكاتب في المحافظات السورية، مدعومة من الدولة مالياً، وتتحمل التجربة التنافسية بأفكار جديدة وخلاقة.

الرهان على هامش الحرية المتسع والمتاح للجميع يحتاج إلى مراجعة ومصارحة ونقد بنيوي. ربما بعض الحصرية والوصول العاجل والنفي عبر بوابتها الإلكترونية يمنحها ميزة تنافسية. وربما التجربة الكتابية كحالة إبداعية رصينة تستوجب التحفيز المالي.

هذا زمن التحدي الأصعب لزملاء "الثورة السورية"، ولعل شرف المحاولة ينجح ونبل النوايا يحفز وصراحة المتلقي ونقده وسؤاله يعين الزملاء في مبتغاهم.

باريس- محمد العويد

مشاركة المقال: