الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 02:56 AM

ندوة في دمشق تبحث دور الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية وبناء الدولة

ندوة في دمشق تبحث دور الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية وبناء الدولة

نظمت الأكاديمية السورية للتدريب في دمشق ندوة حوارية بالتعاون مع رئيس مجلس هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين، أكرم الأحمد، لمناقشة دور الصحفيين والإعلاميين في تفكيك خطاب الكراهية والتصدي للدعوات التحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بحسب ما نقلته سانا.

وخلال الندوة التي حملت عنوان "تأثير الإعلام على الذاكرة الجمعية وخطاب الكراهية"، حث الأحمد الإعلاميين على تحمل مسؤولياتهم كقادة رأي مؤثرين في المجتمع السوري، والعمل المستمر على تفكيك خطاب الكراهية. وأكد على أهمية دورهم في تجنب المخاطر وإعادة بناء البلاد على أسس العدالة والمحبة والمساواة، مشدداً على ضرورة العمل الجاد والمثابر للإعلاميين بهدف بناء الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية.

الذاكرة الجمعية التي شوهها نظام الأسد

عرض الأحمد خلال الندوة صورة شاملة للآليات التي استخدمها نظام الأسد لتشكيل ذاكرة جمعية سورية سلبية وخاضعة، من خلال تشويه وتجاهل الرموز الجامعة، وتأطير الفكر، وقمع الحريات، والخوف من إظهار الهوية الفردية، وربط البلاد بشخص حافظ الأسد، وفقًا لإيديولوجية ممنهجة. وقد تجلت هذه الفظائع عند اندلاع الثورة السورية، حيث أدى القتل والإجرام من قبل نظام بشار الأسد إلى خلق سرديات مشوهة ومنقسمة، تعتمد على إعلام يبث خطاب الكراهية بشكل مباشر وغير مباشر.

وذكر الأحمد أن الذاكرة الجمعية السورية خلال 62 عامًا تميزت بالصدمة العنيفة، وخصخصة الرموز الوطنية وتشويهها، وتحويل العلم والتاريخ والأعياد وخطاب الصمود إلى أدوات للعائلة الحاكمة، وتقبل الإقصاء ونزع الإنسانية، مما أدى إلى تآكل الثقة وتغيير القيم وتأثر الهوية الجامعة.

أضرار خطاب الكراهية على المجتمع

أوضح الأحمد أن أضرار خطاب الكراهية تشمل تعميق الانقسام ومنع المصالحة وخلق ثقافة تبرر العنف، وتحويل الخلاف السياسي إلى صراع دموي، وإخافة رأس المال، وإضعاف مؤسسات الدولة، والتدخل الخارجي، بالإضافة إلى توريث الأمراض النفسية في المجتمع، محذرًا من الدعوات إلى التكتلات العشائرية والمناطقية والهويات الفرعية في المجتمع على حساب الهوية الوطنية.

دور النخبة في تعزيز أواصر المجتمع السوري

في مداخلات المشاركين، اقترح الرئيس التنفيذي لشبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أبو بكر إبراهيم أوغلو، توسيع نطاق هذه الندوات لتشمل فئات مهنية أخرى من جميع مكونات المجتمع، وتشكيل لجنة مشتركة تتحرك في جميع أنحاء سوريا لربط أواصر الشعب وتقليل الاحتقانات.

من جانبه، أشار الإعلامي والمدرب حسام نجم إلى أهمية هذه الندوات، معتبراً إياها مساحة حقيقية لتبادل الرؤى حول تعزيز الخطاب المسؤول وبناء بيئة جامعة أكثر وعياً وانفتاحاً.

يذكر أن الندوة نظمتها هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين ومؤسسة عنب بلدي.

مشاركة المقال: