الإثنين, 5 مايو 2025 02:03 AM

جفاف إدلب يهدد الموسم الزراعي بخسائر فادحة: خطة حكومية لمواجهة الكارثة

جفاف إدلب يهدد الموسم الزراعي بخسائر فادحة: خطة حكومية لمواجهة الكارثة

إدلب – سماح علوش

بعد تحريرها من قوات الأسد، زرع محمد القاسم أرضه الواقعة على أطراف مدينة سراقب شرقي إدلب بالقمح والشعير، طامحًا في تعويض خسائر سنوات النزوح وإصلاح منزله المدمر. لكن حساباته لم تصب، وتكبد خسائر بلغت 800 دولار أمريكي، بين حراثة الأرض وتكاليف البذار والأسمدة. وبعد زيارته الأخيرة، وجد محصوله لا يصلح سوى علف للحيوانات رغم غزارة الأمطار الأخيرة.

رغم تفاؤل المزارعين العائدين بالأمطار التي هطلت خلال نيسان في إدلب، فإن الجفاف وعدم تشبع الجذور بالمياه في فترة "مربعانية الشتاء"، تسبب بتلف معظم المحاصيل وخسائر كبيرة.

إنتاج منخفض

عبيدة عكوش، الذي زرع أرضه في قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب، أكد أن إنتاج هذا العام منخفض مقارنة بالأعوام السابقة. تلف محصول الشعير والعدس المزروع بعلًا بشكل كلي، بينما تعرض الفول وحبة البركة والفاصولياء المزروعة مرويًا للتلف بسبب الرياح القوية التي رافقت الأمطار في نيسان.

ما تبقى من إنتاج أرضه أقل من المعتاد بسبب عدم تشبعه بمياه الأمطار التي يعتمد عليها المزارعون إلى جانب وسائل الري الأخرى.

"البعلية" أكثر تضررًا

المهندسة الزراعية فريدة درويش أوضحت أن المحاصيل البعلية كالقمح والشعير والعدس، تأثرت بشكل كبير بسبب تراجع معدلات الهطول، وقدّرت انخفاض المردود بنسبة تتراوح بين 40 و60% في بعض المناطق، ما تسبب بزيادة ملوحة التربة وجفافها ونقص الكائنات الدقيقة.

كما أشارت إلى أن قلة الأمطار تسببت بتراجع الثروة الحيوانية بسبب انخفاض جودة المراعي الطبيعية وندرة الأعلاف، ما سينعكس سلبًا على مربي المواشي وبالتالي ارتفاع الأسعار.

أما المحاصيل العطرية كالكمون والحبة السوداء والكزبرة واليانسون، فهي أقل ضررًا لأنها تزرع مروية وتحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.

نصائح للمزارعين

وجهت المهندسة نصائح للمزارعين، كفحص التربة قبل الزراعة والتأكد من خلوها من الأمراض، واستخدام أنواع جيدة من البذار المقاومة للصقيع والجفاف والأمراض، ومراقبة التقلبات المناخية والاستعانة بوسائل ري بديلة في حال كانت الهطولات المطرية أدنى من معدلاتها.

واقترحت دعم المزارع ماليًا وتعويضه في حال حدوث أي خسائر، وتسهيل القروض الزراعية، ودعم المنظمات الدولية لتمويل حالات الطوارئ وتدريب المزارعين والمهندسين.

كما نوهت إلى أهمية إعادة تفعيل الوحدات الإرشادية الزراعية في أرياف المحافظة.

ست خطوات من مديرية الزراعة

أكد مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في إدلب، مصطفى موحد، أنه سيتم إعادة تفعيل الوحدات الإرشادية ومؤسسات إكثار البذار.

وعن خطط المديرية لمواجهة آثار الجفاف، قال إنها ستكون على النحو التالي:

  • ندوات ونشرات إرشادية للتوعية لمواجهة الصقيع والجفاف والآفات.
  • مكافحة الآفات الاقتصادية.
  • التوصية باختيار أصناف بذار ملائمة للمنطقة.
  • التعاون مع مديرية البحوث لدراسة تعديل مواعيد زراعة بعض الأصناف.
  • منع التعدي على الأشجار الحرجية.
  • صيانة قنوات الري.
مشاركة المقال: