الخميس, 21 أغسطس 2025 07:28 AM

جفاف يهدد موسم الزيتون في طرطوس: محصول استراتيجي يواجه تحديات مناخية

جفاف يهدد موسم الزيتون في طرطوس: محصول استراتيجي يواجه تحديات مناخية

الزيتون في طرطوس يمثل أكثر من مجرد محصول زراعي؛ إنه جزء لا يتجزأ من تاريخ المنطقة وعادات سكانها، ومصدر رزق حيوي لآلاف العائلات التي تتطلع إلى موسم الحصاد بانتظار وشوق مماثلين للعيد. يتحول الحصاد في الحقول إلى احتفال شعبي مصغر، حيث يجتمع الأقارب والجيران لتبادل المسؤوليات ورواية القصص، بين من يجمع الثمار ومن يعبئها استعدادًا لنقلها إلى الأسواق أو معاصر الزيتون.

الجفاف يهدد الإنتاج

لكن هذا الموسم يفتقر إلى البهجة المعهودة، فالجفاف الذي أثر على المنطقة أدى إلى انخفاض ملحوظ في الإنتاج، على الرغم من أن طرطوس تضم أكثر من 11 مليون شجرة زيتون، منها 10 ملايين شجرة مثمرة. ويقدر إنتاج الموسم الحالي بحوالي 25500 طن فقط، مما يثير قلق المزارعين ويهدد مصدر دخل أساسي في المحافظة.

المهندس حسن حماده، المدير الفني لزراعة طرطوس، أوضح في تصريح لوكالة سانا أن تراجع إنتاجية المحصول يعود إلى عدم كفاية ساعات البرودة اللازمة لنمو الثمار، والتي يجب أن تتراوح بين 450 و600 ساعة بدرجات حرارة تقل عن 7 درجات مئوية. وأضاف أن شجرة الزيتون تتميز بعدم الانتظام في حمل الثمار، وهي ظاهرة تعرف بالمعاومة.

تنوع أصناف الزيتون… الدعيبلي يتصدر

وأشار حماده إلى أن الظروف المناخية المواتية في المحافظة ساهمت في انتشار زراعة الزيتون، لتحتل المرتبة الرابعة على مستوى البلاد، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون حوالي 75 ألف هكتار. وأوضح أن صنف "الدعيبلي" يمثل 65% من إجمالي الأصناف المزروعة، بالإضافة إلى أصناف أخرى مثل الخضراوي، الصفيري، المنيقيري، والخشابي أبو شوكة، والتي تستخدم لإنتاج الزيت والاستهلاك المباشر.

أصناف جديدة مقاومة للأمراض

وأكد حمادة أنه منذ عام 2015، اعتمدت مديرية الزراعة صنفين جديدين مقاومين لمرض "تبقع عين الطاووس"، وهما السكري والعيروني، وتم نشرهما وتطعيم الأشجار بهما في مختلف المناطق. وأشار إلى أن مديرية الزراعة تنتج الشتلات في بيت زجاجي خاص بها، وتُباع للمزارعين بأسعار مدعومة، في خطوة تهدف إلى دعم التوسع الزراعي وضمان استدامة الإنتاج.

زيت عضوي ومعاصر حديثة تدعم استدامة القطاع

وذكر حمادة أن زيت الزيتون المنتج في طرطوس يعتبر زيتًا عضويًا خاليًا من أي آثار للمبيدات، وذلك بفضل اعتماد مديرية الزراعة أسلوب المكافحة المتكاملة للآفات. ففي الربيع، تبدأ حملة لمكافحة مرض "تبقع عين الطاووس"، حيث تُوزع المرشات والمحروقات على المزارعين، بالإضافة إلى المواد الجاذبة لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون، وكل ذلك يتم مجانًا عبر الوحدات الإرشادية.

ولفت حمادة إلى أن محافظة طرطوس تضم 244 معصرة زيتون، منها 95 تعمل بنظام المكبس، و149 تعتمد على الطرد المركزي، مما يعكس تطور البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي.

مشاركة المقال: