الإثنين, 7 يوليو 2025 09:21 AM

حرائق الساحل المتكررة: هل نتعلم من الدروس أم نكرر الأخطاء؟

حرائق الساحل المتكررة: هل نتعلم من الدروس أم نكرر الأخطاء؟

هيثم يحيى محمد (رئيس التحرير): إن الحرائق المروعة التي تشهدها قرى ومناطق وغابات اللاذقية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، خاصة مع عدم استفادة النظام السابق من حرائق السنوات الماضية. يجب على الحكومة في سوريا الجديدة اتخاذ الإجراءات اللازمة للاستفادة من دروس الحرائق الحالية.

أذكر بتأكيد وزير الزراعة السوري في منتصف تشرين الأول 2020 أن أكثر من 11 ألف هكتار التهمتها النيران في محافظتي اللاذقية وطرطوس خلال يومين فقط، منها 60% حراج وغابات و40% أراض زراعية. وأكدت المعلومات الصادرة عن محافظتي اللاذقية وطرطوس أن ملايين الأشجار المثمرة، معظمها زيتون وحمضيات، قد قضت عليها النيران.

لقد كتبت في صحيفة الثورة الرسمية وموقع أخبار سوريا الوطن المستقل وعلى صفحتي الشخصية أن هذه الأضرار الجسيمة في الساحل، إضافة إلى الأضرار الكبيرة في محافظتي حماة وحمص، تشكل كارثة وطنية حقيقية. طالبت بالعمل الممنهج للتخفيف من آثارها المدمرة على آلاف العائلات، ومعالجة أسبابها ونتائجها، والتحري عن مسببيها ومعاقبتهم.

تساءلت: هل سنشهد خطة دقيقة للإنقاذ عبر التعويض المادي العادل والعاجل للفلاحين، وخطة للوقاية من الحرائق ومكافحتها قبل أن تمتد وتأكل الأخضر واليابس؟ أم سننسى ما حصل دون أن نستفيد من دروسه القاسية؟

توقعت أنهم سينسون، فنشرت تحقيقاً صحفياً موسعاً في صحيفة الثورة الرسمية بتاريخ 22-10-2020 تحت عنوان: "أسباب ونتائج وتداعيات الحرائق الأخيرة في طرطوس.. الزراعة: إحداث مراكز جديدة لحماية الغابات ودعمها بالإمكانات". حاولت الإجابة على الأسئلة حول هذه الحرائق: هل سنستفيد من دروسها القاسية هذه المرة؟ وما هي متطلبات هذه الاستفادة رسمياً وشعبياً؟

بدأت التحقيق من الميدان حيث اندلعت الحرائق في أيام 9 و10 و11 و12 من تشرين الأول في 84 موقعاً في مختلف مناطق المحافظة، منها 24 حريقاً في منطقة طرطوس و20 حريقاً في صافيتا و19 في الشيخ بدر و11 في الدريكيش و6 في القدموس و4 في بانياس، ما أوحى أن الأمور مخطط لها. هذه الحرائق ترافقت مع رياح شرقية جافة وقوية وحرارة مرتفعة، ما ساهم في سرعة امتدادها وزيادة المساحات المتضررة.

اليوم، ومع اندلاع هذه الحرائق الكارثية، نعود لنسأل نفس الأسئلة: هل سنستفيد من دروسها القاسية هذه المرة؟ نترك الإجابة برسم القائمين على سوريا الجديدة بعد أن سقط النظام السابق دون أن يستفيد من دروس الحرائق التي حصلت خلال وجوده (موقع أخبار سوريا الوطن-٢).

مشاركة المقال: