الإثنين, 25 أغسطس 2025 01:47 AM

حرفة البُسُط والسجاد اليدوي في حوران: صمود في وجه التحديات وتراث يتوارثه الأجيال

حرفة البُسُط والسجاد اليدوي في حوران: صمود في وجه التحديات وتراث يتوارثه الأجيال

تُعتبر صناعة البُسُط العربية والسجاد اليدوي في سوريا، وخاصة في منطقة حوران، من الحرف التراثية الأصيلة. تعتمد هذه الحرفة على مواد طبيعية كالصوف والقطن، وتُحاك يدوياً باستخدام أنوال خشبية تقليدية.

تُمثل هذه الحرفة جزءاً هاماً من التراث الثقافي، حيث تُساهم في الحفاظ على العادات والتقاليد القديمة. كما تُعدّ مصدراً للدخل للعديد من الأسر، خاصة في المناطق الريفية. تُستخدم هذه المنتجات كقطع فنية وديكور منزلي يضفي جمالاً، بالإضافة إلى كونها منتجات فلكلورية تجذب السياح ومحبي التراث.

حرفة متوارثة

الحرفي محمد عمر الحمد، وهو الحرفي الوحيد في مدينة بصرى الشام بريف درعا الذي ما زال يمارس هذه المهنة، صرح لمراسل سانا بأنه ورث هذه الحرفة عن والده وجده. يقوم حالياً بحياكة ثلاثة أنواع رئيسية: البُسُط العربية، الفُجُج، والمخدات. وأشار إلى أن أصل هذه الصناعات يعود إلى حاجة السكان لتدفئة المنازل في الشتاء، وتأثيث البيوت والمضافات، وهي أيضاً مصدر رزق رئيسي للأسرة، على الرغم من تراجع الإقبال عليها لصالح السجاد والموكيت الآلي.

وفيما يتعلق بخطوات العمل، أوضح الحمد أنه يبدأ بتجهيز النول والخيوط والألوان وفقاً لنوع المنتج. ففي صناعة السجاد، تُستخدم طريقة "التعنقد"، ويُنسج على نول عمودي يحتوي على مطواة متحركة وأخرى ثابتة، مما يُتيح تحريك السجادة وقلبها ببطء نظراً لمساحتها الكبيرة.

تقنيات متنوعة وفق نوع النسيج

أما في صناعة الفُجُج، فأوضح الحمد أنه يُعاد تدوير الألبسة البالية عبر قصّها إلى خيوط طويلة تُربط معاً، وتُنسج بقطر 120 سم وطول 4 أمتار. تُنسج البُسُط بعرض يقارب متراً واحداً، بسماكة أخف من السجاد وتعقيد أقل. بينما تُحاك المخدات عبر تضييق مشط النول، مما يمنحها شكلاً مميزاً وتناسقاً دقيقاً، ويستغرق إنتاج الواحدة منها نحو ساعة، بأبعاد 80 و40 سم.

أدوات بسيطة وإنتاج متنوع

أشار الحمد إلى أن النول يتكون من عدة أجزاء منها "السدى" (الخيط الأبيض الأساسي)، وخيوط الصوف والمشط والمكوك والدراسات واللفّاف والنير، وهي أدوات بسيطة لا تحتاج إلى مساحة واسعة. وأضاف أنه يُنتج أيضاً "قصاصات أرضية لمداخل المنازل، مساند ظهرية، حاملات مصحف للتعليق، وأرائك متنوعة".

دعوة للحفاظ على الموروث الشعبي

من جانبه، ذكر الأديب والباحث التاريخي فتحي المقداد أن هذه الصناعة موجودة منذ القدم، حيث استخدمها الفينيقيون لصناعة أشرعة السفن، والفراعنة في عمليات التحنيط ولف المومياء بقماش منسوج يدوياً، وكذلك العرب في صناعة بيوت الشعر للسكن وسهولة التنقل. ودعا المقداد الجهات المعنية إلى تنشيط ودعم هذه الصناعة كجزء من الموروث الشعبي السوري، من خلال إعادة افتتاح مراكز تصنيع تشرف عليها، إضافة إلى مساعدة الحرفيين في عمليات التسويق وتصديرها للخارج، مشيراً إلى إقبال السياح الأجانب على اقتناء هذه المنتجات.

مشاركة المقال: