الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 05:34 PM

حلب: الحكومة السورية تدعو قسد للحوار بعد اشتباكات وقصف متبادل

حلب: الحكومة السورية تدعو قسد للحوار بعد اشتباكات وقصف متبادل

شهدت مدينة حلب تصعيدًا خطيرًا، حيث قصفت قوات قسد الأحياء السكنية، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين. تبع ذلك اندلاع اشتباكات بين قسد والجيش السوري في محيط الأشرفية والشيخ مقصود، نتيجة لاستهداف قسد حواجز الأمن الداخلي في تلك المناطق.

وفي رد فعل على هذه الأحداث، دعت الحكومة السورية قوات قسد إلى العودة إلى طاولة الحوار والمفاوضات، والالتزام بتنفيذ اتفاق آذار. وقد توقفت الاشتباكات بشكل كامل قبل فجر اليوم الثلاثاء، بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مما أدى إلى عودة الحياة إلى طبيعتها وسط هدوء حذر في جميع أحياء مدينة حلب.

وكشف مصدر خاص لـ "حلب اليوم" أن الجيش السوري قام بتفجير نفق تابع لقسد كان يربط مواقعها بمواقع خلف خطوط الجيش والأمن في محيط حي الأشرفية بحلب. وأوضح المصدر أن قسد كانت تستخدم هذا النفق لتنفيذ عمليات ضد الجيش، الذي أعاد انتشار قواته حول الحيين. وأضاف أن الأمن الداخلي قام بنشر حواجز وإغلاق بعض الطرق بعد تسلل عناصر من قسد بلباس مدني واستهدافهم حواجز أمنية.

كما أكد المصدر أن الجيش السوري تمكن من تدمير رشاش ثقيل تابع لقسد في حي الشيخ مقصود، كان يستخدم لاستهداف الأحياء السكنية والمدنيين في المناطق المحيطة.

من جانبه، أكد قائد الأمن الداخلي في حلب، العقيد محمد عبد الغني، وضع خطة لتأمين وتطويق مداخل الحيين التي يعتقد أنها تستخدم لتهريب الأسلحة والمواد الممنوعة إلى قسد. وأشار إلى أن قسد لا تزال تحفر الأنفاق في حلب، في حين تعمل قوى الأمن على "تحقيق رؤية الدولة في بناء سوريا الجديدة".

وأعلنت قوات الأمن عن استشهاد عنصر أمني ومدني، وإصابة 26 آخرين، بينهم 3 من عناصر الأمن، في حصيلة أولية للاشتباكات والقصف على المدينة. وأكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع التزامها باتفاق العاشر من آذار، نافية وجود أي نوايا لعمليات عسكرية.

كما أكدت الوزارة أن تحركات الجيش شمال وشرق سوريا تندرج ضمن خطة إعادة انتشار بعد اعتداءات قسد ومحاولاتها السيطرة على نقاط وقرى جديدة، مؤكدة أن "الجيش اليوم أمام مسؤولياته في الحفاظ على أرواح الأهالي وممتلكاتهم، وكذلك حفظ أرواح أفراد الجيش وقوى الأمن من الاعتداءات المتكررة".

وأفاد مراسل "حلب اليوم" بأن الأمن الداخلي أغلق طرق السريان وجسر تشرين ومحطة بغداد والليرمون خلال الليلة الماضية، كما أمن خروج عدد من عوائل حيي الشيخ مقصود والأشرفية، حيث علقت عشرات العوائل هناك بسبب استهداف قناص قسد لتحركات المدنيين.

من جانبها، اتهمت قسد الحكومة السورية بأنها "لا تريد السعي لإيجاد حل شامل للقضايا الوطنية العالقة"، وأنها "تراهن على لغة السلاح والاقتتال بدلا من الحوار البناء".

لكن محافظ حلب، عزام الغريب، أكد أن قوى الأمن ووزارة الدفاع تسعى للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين ولا نية لديها لأي تصعيد عسكري، كما تتحلى بالصبر والالتزام باتفاقية العاشر من آذار و"لا يزال المجال مفتوحًا للحوار"، حيث تسعى الحكومة مع الأطراف المعنية للتهدئة ووقف الاشتباكات.

وأضاف في تصريحات له الليلة الفائتة، أن ما جرى من إعادة انتشار للقوات الحكومية جاء رداً على انتهاكات قسد المدعومة من الفلول الخارجة عن القانون.

وبالرغم من استقرار الأوضاع في المدينة، فقد أعلنت محافظة حلب تأجيل الامتحانات وتعطيل كافة المدارس والجامعات العامة والخاصة اليوم الثلاثاء 7 تشرين الأول.

ولفت مدير الإعلام بحلب، عبد الكريم ليله، إلى أن قسد "تماطل منذ 7 أشهر في تنفيذ اتفاق 10 آذار، مع استمرار قيامها باستفزازات واستهدافات لقوى الأمن الداخلي على أطراف حيي الأشرفية والشيخ مقصود، مستغلة حرص الدولة السورية على أمن وسلامة الحيين".

وقال إن تعثر تنفيذ الاتفاق يعود إلى "تعنت قسد وعدم التزامها بالبنود الأخيرة التي تنص على سيطرة الدولة السورية على الحيين".

أما المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، فقد لفت إلى أن "الرئيس أحمد الشرع قدم فرصة تاريخية لقسد عبر اتفاق آذار، والحكومة السورية لا تزال ملتزمة به لحقن الدماء"، مشيراً إلى أن "سيطرة التيار الانعزالي في قسد هي ما يمنع نجاح الاتفاق حتى الآن، ولا تزال هناك فرصة لتنفيذه".

مشاركة المقال: