الجمعة, 27 يونيو 2025 04:16 PM

حلب تتنفس الشعر: أمسية شبابية تعيد الكلمة إلى الساحات العامة

حلب تتنفس الشعر: أمسية شبابية تعيد الكلمة إلى الساحات العامة

حلب-سانا: في مبادرة ثقافية هي الأولى من نوعها منذ عقود، عادت الكلمة الشعرية لتتردد في قلب حلب، حيث قامت جمعية "الشعريان للثقافة والفنون" بتنظيم أمسية شعرية مفتوحة تحت عنوان "الشعر للناس" في ساحة محطة بغداد التاريخية. شارك في الأمسية سبعة شعراء شباب، وشهدت حضوراً ملحوظاً من أهالي المدينة ومحبي الشعر.

تعتبر هذه الأمسية نقلة نوعية في المشهد الثقافي السوري، حيث أعادت الشعر إلى مكانته الطبيعية في الفضاءات المفتوحة، بعيداً عن القاعات المغلقة، وربطته بجمهوره المتنوع من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.

أوضح رئيس الجمعية، الشاعر أحمد زياد غنايمي، في تصريح لـ سانا، أن الهدف من هذه المبادرة هو إعادة الشعر إلى حياة الناس اليومية، وجعله أداة تواصل إنساني ومجتمعي فعالة. وأضاف أن الشعر يكتسب تأثيراً أكبر عندما يُلقى في الساحات العامة، حيث يلامس الوجدان الجمعي، ويستعيد حضوره التاريخي كجزء من الحياة العامة.

خلال الأمسية، قدم غنايمي قصيدتين، الأولى غزلية ذات طابع إنساني، والثانية بعنوان "قصيدة المنبر" من البحر الخفيف، والتي تناولت المنبر كرمز لتنوع الأصوات بين الدين والسياسة والشعر.

كما شهدت الأمسية عودة الشاعرة تسنيم حومد سلطان بصوت شعري أنثوي مميز، حيث قدمت نصّين شعريين ناقشا التناقضات الإنسانية والتسامح. وفاجأ الموسيقار أحمد نشار الحضور بقصيدة نثرية سرد فيها موقفاً شخصياً، مؤكداً أن الشعر لا يحتاج إلى تدريب حين ينبع من القلب.

اعتبر الباحث في التراث اللامادي، حازم بابي، هذه العودة خطوة مهمة لإحياء تقاليد الشعر الشعبي، قائلاً: "القصائد تنبض عندما تغادر الورق وتصل إلى الشارع"، مشيداً بقدرة الشباب على خلق حراك ثقافي أصيل.

تُعد جمعية "الشعريان"، التي تأسست عام 2024، أول كيان ثقافي في سوريا يُدار بالكامل من قبل الشباب، وتضم تحت مظلتها أنشطة أدبية وفنية وعلمية، وتهدف إلى إحياء التراث الثقافي السوري بأساليب معاصرة.

وصف الجمهور الحاضر الأمسية بأنها "حدث شعري تاريخي يُعيد للثقافة روحها الشعبية"، مؤكدين تطلعهم لمزيد من هذه الفعاليات في ساحات حلب ومختلف المدن السورية.

تابعوا أخبار سانا على ا و 

مشاركة المقال: