حمص-سانا: أعلنت إدارة قيادة الأمن الداخلي عن تمديد حظر التجوال الذي بدأ مساء أمس في عدة أحياء بمدينة حمص حتى الساعة الخامسة من عصر اليوم. يأتي هذا التمديد في ظل استمرار الجهات المختصة بتنفيذ الإجراءات القانونية وجمع الأدلة بهدف تحديد هوية مرتكبي جريمة القتل التي راح ضحيتها رجل وزوجته في بلدة زيدل بريف حمص الجنوبي صباح أمس.
أوضحت الإدارة في منشور عبر قناة محافظة حمص على تلغرام اليوم أن قرار التمديد يشمل أحياء العباسية، والأرمن، والمهاجرين، والزهراء، والنزهة، وعكرمة، والنازحين، وعشيرة، وزيدل، وكرم الزيتون، وكرم اللوز، وحي الورود، ومساكن الشرطة. ودعت الإدارة المواطنين في هذه المناطق إلى الالتزام بالقرار حفاظاً على سلامتهم وضماناً لاستكمال الإجراءات الميدانية الجارية.
وأفاد مراسل سانا بأن الأحياء الجنوبية في مدينة حمص تشهد هدوءاً نسبياً، في حين تواصل قوات الأمن تعزيز تواجدها ومتابعة جهودها لتعزيز الاستقرار.
وكانت بلدة زيدل قد شهدت صباح أمس جريمة قتل مروعة، حيث تم العثور على رجل وزوجته مقتولين داخل منزلهما. وقد عُثر في موقع الجريمة على عبارات ذات طابع طائفي، مما أثار مخاوف من محاولة لإشعال فتنة بين السكان.
الداخلية: المعطيات المتوافرة تشير إلى أن الجريمة جنائية..
وفي تصريح سابق لقناة الإخبارية السورية، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أنه لا يوجد حتى الآن أي دليل مادي يثبت أن الجريمة ذات طابع طائفي. وأشار إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن العبارات التي وجدت في المكان كُتبت بهدف التضليل وإثارة الفتنة وصرف الأنظار عن الفاعل الحقيقي.
ولفت إلى أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الجريمة جنائية، على الرغم من وجود محاولات لاستغلالها لإثارة التوتر الطائفي. وأوضح أن جميع الاحتمالات لا تزال قيد الدراسة من قبل البحث الجنائي الذي يواصل عمله بحياد وشفافية لكشف ملابسات الحادثة.
وحذّر البابا من قيام بعض الجهات باستغلال الحادثة لبث روايات كاذبة ومفبركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف زعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي، داعياً المواطنين إلى عدم الانجرار وراء المعلومات المضللة والاعتماد على المصادر الوطنية لمتابعة مسار التحقيق.
وأكد أن المباحث الجنائية في حمص تبذل جهوداً كبيرة لكشف الحقيقة وتقديم الجناة إلى العدالة، مشدداً على أن الوعي الشعبي والإعلام الوطني يشكلان خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المحاولات، وأن الالتزام بالمعلومات الرسمية يبقى الأساس في الحفاظ على الاستقرار.
الصحة: 18 إصابة بإطلاق نار عشوائي
وفي سياق متصل، أعلن مدير صحة حمص، الدكتور عبد الكريم غالي، أن مشافي المدينة استقبلت أمس جثتي الضحيتين عبد الله العبود الناصر الخالدي وزوجته، إضافة إلى 18 إصابة معظمها ناجمة عن إطلاق نار عشوائي، إلى جانب بعض الإصابات الناتجة عن حوادث مرورية.
انتشار أمني لمنع استغلال الحادثة في إثارة الفتنة
وتأتي هذه الأحداث في أعقاب جريمة القتل المروعة التي وقعت في بلدة زيدل صباح أمس، حيث عُثر على رجل وزوجته مقتولين داخل منزلهما، وعُثر في موقع الجريمة على عبارات ذات طابع طائفي، مما أثار مخاوف من محاولة لإشعال فتنة بين الأهالي. وعلى إثر ذلك، انتشرت قوى الأمن الداخلي في أحياء حمص لتعزيز الأمن والحفاظ على الاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة، ومنع استغلال الحادثة في إثارة الفتنة.
وكان ذوو ضحايا جريمة زيدل قد أكدوا رفضهم تحويل هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق فقيدهم وزوجته إلى مدخل للفتنة أو سبب لإثارة النعرات الطائفية، مشددين على تمسكهم بالطرق القانونية وما تقوم به الجهات المختصة للكشف عن الجناة وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.