الأحد, 23 نوفمبر 2025 01:04 AM

حملة "فداء لحماة" تجمع تبرعات قياسية تتجاوز 210 ملايين دولار لإعادة إعمار المدينة

حملة "فداء لحماة" تجمع تبرعات قياسية تتجاوز 210 ملايين دولار لإعادة إعمار المدينة

شهدت حملة "فداء لحماة" استجابة واسعة النطاق، حيث جمعت أكثر من 210 ملايين دولار في فترة قصيرة، مما يجعلها واحدة من أكبر مبادرات الدعم الشعبي والرسمي منذ تحرير المدينة. وقد تميزت الحملة بحضور رسمي رفيع المستوى، وتضمنت كلمة للرئيس أحمد الشرع.

أكد الشرع في كلمته أن معاناة حماة كانت "جرحًا لكل السوريين"، مشيرًا إلى أن المدينة قدمت مثالًا في التضحية والصمود، وأن تحريرها يمثل نقطة تحول مهمة في مسار المعركة. وشدد على أن مرحلة إعادة الإعمار تتطلب استمرار التعاون بين جميع الأطراف الفاعلة "وفاءً لدَين حماة في أعناق السوريين".

شهدت الساعات الأولى للحملة تدفقًا كبيرًا للتبرعات، حيث قدمت مؤسسة أبي الفداء والرابطة الطبية في قطر 80 مليون دولار، تلتها شبكة آغا خان بـ15 مليون دولار، ثم منظمة شفق بـ8 ملايين، ومنظمة سامز بـ4 ملايين، والأمين بـ3 ملايين، ومنظمة الاستجابة الطارئة بـ3.5 ملايين، ومنظمة نصر بـ2 مليون دولار. كما تعهدت منظمة عطاء بتنفيذ مشاريع بقيمة 2 مليون دولار، وقدم فريق ملهم 1.5 مليون دولار.

ساهمت عدة شركات في الجانب الاقتصادي للحملة، منها مجموعة الميمونة بـ3 ملايين دولار، ومجموعة النور بـ1.8 مليون دولار، وشركة وايت روم بمليون دولار، بينما قدمت شركة البرازي نصف مليون دولار على شكل وحدات سكنية لأسر الشهداء. كما شارك رجال أعمال بتبرعات كبيرة، أبرزهم سامر شرطية بـ5 ملايين دولار، ومحمد الكردي وسحبان محمد علي وخالد السلامة بمليون دولار لكل منهم، ووالد محمد الجاسم "أبو عمشة" بـ1.2 مليون دولار.

ترافقت الحملة مع مبادرات إنسانية مؤثرة، منها بيع "بلوزة طفل" ظهر في تسجيل خلال قصف ريف حماة مقابل 50 ألف دولار، وإجراء مزاد على الأطراف الصناعية لعبد الباسط – صاحب عبارة "يا بابا شيليني" – بقيمة 200 ألف دولار، إلى جانب مساهمة وزير السياحة بـ20 ألف دولار لإعادة تأهيل منزل الطفل. كما قدمت مطرانية حماة للروم الأرثوذكس 100 مليون ليرة سورية، وأهدى وزير الدفاع مرهف أبو قصرة بندقيته للمتحف.

وفقًا للمنظمين، بلغت التبرعات 100 مليون دولار خلال الساعة الأولى وارتفعت إلى 180 مليونًا خلال ثلاث ساعات، قبل أن تستقر مساء اليوم عند 210 ملايين دولار، وهي الأكبر في تاريخ الحملات الأهلية داخل المناطق المحررة.

تأتي هذه الحملة في وقت كُشف فيه رسميًا عن حجم الدمار الهائل الذي تعاني منه المحافظة، حيث لا تزال 70% من مدارس الريف خارج الخدمة، ويُحرم 30% من السكان من خدمات المياه والصرف الصحي. كما يحتاج القطاع الصحي إلى إعادة تأهيل 43 نقطة طبية و7 مشافٍ، بينما تتطلب الطرق الريفية إصلاحًا شاملًا لمسافة تتجاوز 311 كيلومترًا، بالإضافة إلى صيانة 627 بئر مياه. تُقدّر كلفة إعادة الإعمار الكلية بـ14–15 مليار دولار، مع احتياجات عاجلة تبلغ 500 مليون دولار.

مشاركة المقال: