السبت, 15 نوفمبر 2025 11:24 PM

خبراء يحذرون: ثلاثة مؤشرات تنذر بانهيار مالي وشيك

خبراء يحذرون: ثلاثة مؤشرات تنذر بانهيار مالي وشيك

لا يزال الخبراء الاقتصاديون يطلقون التحذيرات المتتالية بشأن الانهيار المالي القادم، مؤكدين أنه بات حتمياً بسبب ما وصفوه بـ "مؤشرات ثلاثة سامة" واضحة للعيان، إلا أنهم يستنكرون حالة الإنكار والتملص من المسؤولية على المستوى العالمي.

في هذا السياق، نشرت صحيفة "بلومبيرغ" الأمريكية مقالاً يتناول موضوع إفلاس الشركات المثقلة بالديون، مشيرة إلى أن هذا الأمر وإن كان معتاداً، إلا أن الانهيارات المفاجئة المصحوبة باتهامات بالاحتيال، والتي تؤدي إلى تدمير الشركات وتكبيد الموظفين والعملاء والموردين خسائر فادحة، تعتبر غير مألوفة.

وترى الصحيفة أن هذه الانهيارات قد تكون بمثابة الشرارة الأولى لأزمة مالية واسعة النطاق، تتجسد فيها ثلاثة عناصر خطيرة: الرافعة المالية المفرطة، ونقص السيولة، والتقييمات المضللة. وتستعرض الصحيفة موجات مشابهة حدثت في الماضي، مثل السندات المالية المدعومة بالرهن العقاري في التسعينيات، والاعتراف بالإيرادات المحفوفة بالمخاطر، ومحاسبة المشتقات المالية في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الحالية، بالإضافة إلى المشتقات الائتمانية المعقدة عام 2007، وانهيارات العملات المشفرة في 2023.

وفي العام الحالي 2025، تتجه الأنظار نحو قطاع الائتمان الخاص الذي يبلغ حجمه 1.7 تريليون دولار. وتسوق "بلومبيرغ" أمثلة على الانهيارات الأخيرة، مثل شركة فيرست براندز التي انهارت وسط مزاعم "احتيال واسع النطاق"، وشركة ترايكلور هولدينغز التي تحقق سلطات الإفلاس في "احتيال استثنائي"، وشركة رينيفو التي انهارت فجأة وقدمت طلب تصفية كاملة، تاركة موظفيها بلا رواتب أو تأمين، وعملائها بلا خدمات أو استرداد للدفعات.

وتؤكد الصحيفة أن هذا النوع من الانهيار لا يجب أن يحدث بسبب عدم القدرة على دفع الفوائد، لأن النظام المالي مصمم لإبقاء الشركات الاقتصادية قيد التشغيل، مضيفة أن الاحتيال أو سوء الإدارة هما التفسير الوحيد لانهيار شركات عاملة بشكل مفاجئ.

وتنقل "بلومبيرغ" عن جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ "جيه بي مورغان"، تحذيره: "حين ترى صرصاراً واحداً… فهناك عادة المزيد".

وتتوقف الصحيفة الأمريكية عند مفهوم "الاختلاس" الذي قدمه جون كينيث غالبريث عام 1955، مشيرة إلى أن الخطر في العالم الحالي 2025 يتمثل في وجود صناديق ائتمان وخاصة متداولة علناً، بلا احتياطيات رأسمالية تُذكر، وبكشف ضئيل، وتقييمات غير شفافة. وتحذر من أن الغياب شبه الكامل للتقييم وفقاً للسوق قد يخفي الانهيارات الصغيرة، لكنه يفجر انهيارات كبرى عندما يتسع الفارق بين القيمة الدفترية والحقيقية.

وتصف الرافعة المالية العالية، والسيولة المتدنية، والتقييمات غير الموثوقة بأنها "الثلاثية السامة" وراء معظم الانهيارات المالية. وترى أن المستثمرين يدركون هذه المخاطر، لكنهم يقبلون بها سعياً وراء عوائد أعلى، غير أن المشكلة تكمن في أن الانهيارات الصغيرة في هذا القطاع يمكن أن تهز الثقة وتتسرب إلى الأسواق الأخرى.

وتشير إلى أن حجم الخسائر حتى الآن ليس كبيراً مقارنة بالاقتصاد، لكن خسائر الرهن العقاري عام 2007 كانت كذلك قبل انفجار الأزمة. وتختتم "بلومبيرغ" بالقول: إذا كانت هذه الحالات مجرد حوادث معزولة، فقد تكون "عثرة بسيطة".. أما إذا كانت "قمة جبل الجليد" فربما يكون الوقت قد حان لـ "تتجه النساء والأطفال إلى قوارب النجاة".

مشاركة المقال: