لا يخفى على أحد حجم الخراب الذي أحدثه النظام السابق في مختلف القطاعات السورية. ويعد القطاع الصحي من بين الأكثر تضرراً، كونه قطاعاً خدمياً يستهلك موارد كبيرة ويتطلب دعماً مكثفاً من الجهات المعنية.
في حديث خاص مع "الوطن"، استعرض الاختصاصي محمد الجزائرلي عشرة عوامل أساسية يجب العمل عليها لتعزيز منظومة العمل الصحي في المشافي الحكومية. وعلى رأس هذه العوامل، تأمين ودعم الموارد البشرية من أطباء وممرضين وفنيين وعاملين.
أكد الجزائرلي على حاجة هذه الكوادر إلى تطوير مستمر لرفع كفاءتهم، مع توفير رواتب مجزية وبيئة عمل مناسبة تشمل المشافي والسكن والطعام. وأشار إلى أن ذلك سينعكس إيجاباً على التواصل وتحسين جودة الخدمات الصحية، بالإضافة إلى الحاجة لبرامج تأهيل وتدريب فعالة بعد تقييم واقع الكوادر واحتياجاتهم. وكشف عن تصريحات من الجهات المعنية بوجود زيادات قريبة للعاملين في القطاع الصحي.
كما لفت إلى أهمية الاهتمام بالقطاع الإداري لرفع كفاءته، مشيراً إلى أن البنية التحتية تعتبر مستهلكة بسبب الإهمال وعدم الصيانة الدورية لعقود. وشدد على أهمية التوزيع الصحيح للمشافي والمراكز الصحية والاختصاصات في جميع المحافظات حسب الاحتياجات.
أكد الجزائرلي على أهمية توفير المعدات والأجهزة الضرورية، ووجود شركات صيانة وتنظيف وتعقيم ذات خبرة عالية. كما شدد على تعزيز دور المراكز الصحية للرعاية الصحية الأولية لتخفيف الضغط على المشافي، وأهمية التحول الرقمي وأتمتة السجلات.
أشار إلى أهمية رفع الطاقة الاستيعابية للعنايات المركزة، خاصة في المشافي المركزية، وتقسيم الاختصاصيين المشرفين حسب عدد الأسرة، بالإضافة إلى المقيمين، لضمان تعلمهم بشكل مناسب بعيداً عن الازدحام.
واعتبر أن توفير الموارد المالية الكافية لتأمين مستهلكات المشافي هو العامل الأهم لتطوير القطاع الصحي، مشيراً إلى أن إيجاد مورد مستدام وكافٍ هو الحل الأمثل. واقترح الاستفادة من تجارب الدول الكبيرة، مثل ألمانيا بنظام التأمين الصحي الاجتماعي أو الخدمة الصحية الوطنية NHS في بريطانيا، معتبراً أن النموذج الألماني هو الأنسب لسوريا.
وختم الجزائرلي بأن تطوير القطاع الصحي يتطلب جهوداً كبيرة وتقسيماً للأهداف إلى مراحل صغيرة، مع تضافر جهود مختلف الجهات لتحقيق الأهداف المنشودة التي ستنعكس إيجاباً على المشافي والعاملين والمرضى على حد سواء.
الوطن – فادي بك الشريف