الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 08:59 PM

خطة طموحة في سهل الغاب: زراعة 30 ألف غرسة لإحياء الغطاء النباتي المتضرر

خطة طموحة في سهل الغاب: زراعة 30 ألف غرسة لإحياء الغطاء النباتي المتضرر

في ظل الحاجة الملحة لترميم المساحات الحراجية التي تضررت نتيجة الحرائق والتعديات والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمناطق الزراعية خلال سنوات الحرب، بدأت الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب في حماة، بالتنسيق مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، بتنفيذ خطة حراجية واسعة النطاق خلال الفترة الممتدة بين عامي 2025 و2026. تهدف هذه الخطة إلى تعزيز الغطاء النباتي ورفع كفاءة النظم البيئية في منطقة الغاب، التي تُعد واحدة من أهم المناطق الطبيعية في سوريا.

أطلقت الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب مبادرة تشجيرية جديدة ترمي إلى زراعة 30 ألف غرسة حراجية في خمسة مواقع مختلفة ضمن منطقة الغاب، تغطي مساحة إجمالية تقدر بنحو 50 هكتارًا، وذلك في إطار البرنامج الحراجي الخاص بالفترة 2025-2026.

أوضح عبد العزيز القاسم، المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، في تصريح لـ "سوريا 24"، أن الأعمال التنفيذية قد بدأت بالفعل على أرض الواقع، وتشمل تجهيز التربة، وتنظيم خطوط الزراعة، وتأمين الغراس الحراجية من مشاتل وزارة الزراعة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الزراعة في إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتحسين قدرتها على مقاومة عوامل التعرية، بالإضافة إلى زيادة المساحات الخضراء التي تلعب دورًا حيويًا في تحقيق التوازن البيئي والتخفيف من آثار تغير المناخ.

وأضاف القاسم أن الخطة الجديدة تأتي استكمالًا لبرامج تشجير سابقة أثبتت فعاليتها، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل هذا العام على توسيع نطاق العمل الميداني من خلال زيادة عدد المواقع الحراجية المستهدفة ورفع كمية الغراس المزروعة، بهدف تحقيق استدامة طويلة الأمد للغابات في منطقة الغاب. وأكد أن التركيز الأكبر ينصب على استبدال الأشجار المتضررة وتعويض المساحات التي تراجع فيها الغطاء النباتي خلال السنوات الأخيرة.

كما أشار إلى أن فرق الإطفاء والحماية الحراجية ستكون جزءًا أساسيًا من خطة المتابعة لضمان حماية المساحات الجديدة من أي تعديات أو حرائق محتملة، مؤكدًا أن خطة التشجير تُنفذ وفق معايير بيئية تراعي خصائص كل منطقة. وتظهر بيانات الهيئة أن عمليات التشجير لا تقتصر على الزراعة فقط، بل تشمل أيضًا متابعة دورية للغراس، وتأمين الري في حالات الجفاف، ومراقبة النمو، وتنفيذ حملات توعية تستهدف المجتمعات المحلية لتعزيز المشاركة في حماية الغابات.

تهدف الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، من خلال إطلاق هذه الخطة الجديدة، إلى إحداث نقلة نوعية في واقع الغابات، وإعادة إحياء المساحات المتضررة بما يضمن استعادة دورها البيئي الحيوي في حماية التربة وتنقية الهواء وتحسين المناخ المحلي. ورغم التحديات الكبيرة، يبقى نجاح المشروع معتمدًا على قدرة الجهات المعنية على المتابعة الحثيثة ودعم المجتمعات المحلية للمحافظة على ما يتم إنجازه من مساحات خضراء جديدة.

مشاركة المقال: