الأحد, 20 أبريل 2025 10:56 AM

خطر يتربص بسجن صيدنايا: وثيقة تكشف عن 12 حقل ألغام مفقودة الخرائط

خطر يتربص بسجن صيدنايا: وثيقة تكشف عن 12 حقل ألغام مفقودة الخرائط

حصل موقع "زمان الوصل" على نسخة من وثيقة رسمية صادرة عن إدارة المهندسين في وزارة الدفاع السورية، تكشف عن وجود 12 حقل ألغام مزروعة حول سجن صيدنايا العسكري، دون أن تتوافر أي خرائط أو مخططات تحدد مواقعها بدقة. في الوقت نفسه، لا توجد معلومات عن عمليات إزالة أو تحييد لهذه الألغام حتى اليوم.

تعود الوثيقة إلى 17 كانون الثاني 2010، وهي موجهة إلى فرع الشرطة العسكرية في دمشق. تشير الوثيقة إلى أن الألغام قد زرعت في القطاع الأول من محيط السجن منذ عام 1988، مما يجعل المنطقة المحيطة بالسجن بمثابة "حقل ألغام" غير معلن، في ظل غياب أي إجراءات للتعامل مع هذا الخطر المستمر.

وتحمل الوثيقة تفاصيل صادمة عن اختفاء أو إخفاء المخططات التي كانت تحدد مواقع الألغام منذ "يوم تحرير السجن"، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مصير هذه الألغام، والمسؤولية عن استمرار التهديد الذي يواجهه المدنيين في المنطقة.

المخاطر المستمرة للسكان المحليين

تثير هذه المعلومات المخاوف من أن المناطق المحيطة بسجن صيدنايا قد تتحول إلى كمائن تهدد حياة السكان المدنيين، خاصة إذا لم يتم الإعلان عن وجود الألغام أو اتخاذ تدابير وقائية عاجلة. هذه الواقعة تبرز واحدة من أبرز المخلفات الأمنية التي خلفها النظام السابق، في ظل غياب الشفافية حول التهديدات العسكرية في محيط المنشآت الأمنية.

سجن صيدنايا: تاريخ مظلم

يعد سجن صيدنايا واحداً من أكثر السجون شهرة في سوريا، حيث ارتبط اسمه بالكثير من القصص المأساوية المتعلقة بالتعذيب والتغييب والاعتقال السياسي. يقع السجن بالقرب من دير صيدنايا، على بعد 30 كيلومتراً شمال دمشق، وتم بناؤه في عام 1987. يتكون السجن من قسمين رئيسيين: "المبنى الأحمر" الذي يضم المعتقلين السياسيين والمدنيين، و"المبنى الأبيض" الذي مخصص للسجناء العسكريين. يتميز السجن بتصميمه الفريد، حيث يتألف من ثلاثة مبانٍ تلتقي في نقطة تعرف بـ"المسدس"، وهي النقطة الأكثر تحصينًا في السجن. تحتوي كل غرفة في السجن على مهجع جماعي صغير يتسع لعشرين شخصًا، بينما تشترك أربع غرف في نقطة تهوية واحدة. تم تجهيز السجن ليكون منيعًا للغاية ضد أي محاولات للهروب.

خلفيات أمنية مشددة

سجن صيدنايا يعتبر واحدًا من أقوى السجون العسكرية تحصينًا في سوريا. وفقًا لتقرير صادر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، تمر المنظومة الأمنية للسجن بثلاثة مستويات، بدءًا من الشرطة العسكرية التي تتولى حماية الجدران الخارجية، وصولًا إلى وحدات متخصصة في مراقبة المعتقلين وتنفيذ إجراءات التأديب داخل السجن. يحيط بالسجن حقل ألغام من نوعين: مضاد للأفراد ومضاد للدبابات.

تاريخ السجن في ظل النظام السوري

منذ غزو العراق في عام 2003، بدأ سجن صيدنايا في استيعاب عدد كبير من المعتقلين العرب العائدين من القتال في العراق، إضافة إلى أعضاء تنظيم القاعدة والفصائل السلفية الجهادية. مع مرور الوقت، تحول السجن إلى مكان احتجاز رئيسي للمعتقلين الجهاديين، ليصبح أحد أبرز معاقل النظام في التعامل مع معارضيه.

هذه الوثيقة تكشف جانبًا مظلمًا آخر من تاريخ سجن صيدنايا، وتسلط الضوء على استمرار تهديد الألغام في محيط السجن، في وقت يطالب فيه العديد من المهتمين بالشأن السوري بالكشف عن كافة المخاطر الأمنية في المنطقة واتخاذ تدابير حاسمة لحماية المدنيين.

مشاركة المقال: