الإثنين, 12 مايو 2025 09:12 PM

داريا تنفض غبار الحرب: مشاريع خدمية طموحة لإعادة الحياة إلى المدينة المدمرة

داريا تنفض غبار الحرب: مشاريع خدمية طموحة لإعادة الحياة إلى المدينة المدمرة

تستعيد مدينة داريا في ريف دمشق تدريجيًا ملامح الحياة بعد سنوات من القصف العنيف والحصار والتدمير الشامل الذي طال أكثر من 60% من مبانيها، وأدى إلى انهيار البنية التحتية بشكل شبه كامل، وسط محاولات حثيثة يقودها الأهالي والمجتمع المحلي لإعادة إعمار ما أمكن، رغم تواضع الإمكانات وكثرة التحديات.

وفي حديث خاص لمنصة سوريا 24، قال محمد جعنينة، رئيس بلدية داريا، إن المدينة عانت على مدى سنوات من دمار واسع النطاق طال كل الخدمات الحيوية تقريبًا، مضيفًا: “كانت البنية التحتية خارج الخدمة بالكامل تقريبًا، من مياه وصرف صحي وكهرباء، وحتى الطرقات كانت مدمرة بالكامل. ولكن بعد عودة السكان، بدأنا أولى الخطوات بإزالة الأنقاض وتنظيف الشوارع بمساعدة الصناعيين وأهالي المدينة، وبدأت الحياة تدب من جديد”.

أما على صعيد الطرق، فأوضح رئيس البلدية أنهم باشروا مشروع تعبيد وصيانة الشوارع قبل عيد الفطر، وتم تنفيذ مرحلتين حتى الآن شملتا أكثر من 300 متر مكعب من الزفت، ويُتوقع استكمال المرحلة الثالثة قريبًا لتشمل مداخل المدينة من جهات صحنايا والمعامل ومعضمية الشام.

وأشار جعنينة إلى أن المياه تُؤمَّن حاليًا مرتين أسبوعيًا من دمشق، لكنها لا تكفي الحاجة، خاصة في ظل تعطل معظم الآبار المحلية والحاجة الملحة لتأهيلها، فضلًا عن تضرر الخزانات، وأضاف أن شبكة الصرف الصحي تعاني تسربات خطيرة، ما جعل بعض المنازل غير صالحة للسكن نتيجة الطوفان في أرضياتها.

وفيما يخص الإنارة، لفت جعنينة إلى تنفيذ مشاريع تركيب أجهزة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في عدد من الشوارع الرئيسية مثل “طريق الشام” و”الفصول الأربعة” و”درب الحديد”، مؤكدًا أن المشروع مستمر لتغطية باقي المناطق التي تعاني ضعفًا أو انعدامًا في الإنارة.

رؤية أهالي داريا: الأمل رغم الألم

محمد بحصاص، أحد سكان المدينة، يرى أن ما يجري في داريا هو “حالة تحدٍ حقيقية”، يقول في حديث لسوريا 24: “داريا لم تمت رغم كل ما مرت به. العودة إليها بعد كل ذلك الدمار تعني الكثير لكل من عاش هنا، فهي ليست فقط مدينة، بل ذاكرة وهوية. نعلم أن الطريق طويل لإعادة إعمارها، لكن يكفي أن الأمل عاد مع أصوات الناس في الشوارع”.

ويضيف: “جهود إعادة الإعمار، رغم بطئها، تحمل طابعًا شعبيًا ومحليًا، وهذا دليل على أن سكان المدينة مصرون على النهوض مجددًا مهما كانت الظروف”.

رغم ما تحقق حتى الآن، تبقى داريا بحاجة ماسة إلى دعم حكومي ومؤسساتي أكبر، يوازي حجم المعاناة والدمار، لضمان عودة كريمة وآمنة لكل من تهجّر منها، وتثبيت الاستقرار في واحدة من أبرز مدن ريف دمشق التي دفعت ثمنًا باهظًا في سنوات الحرب.

مشاركة المقال: