أعلنت شركة "دانة غاز" عن توقيع مذكرة تفاهم مع "الشركة السورية للبترول" بهدف استكشاف فرص إعادة تطوير وتوسعة عدد من حقول الغاز الطبيعي المتمركزة في وسط سوريا. تشمل الاتفاقية، التي تم نشرها اليوم الأربعاء 12 تشرين الثاني، حقل غاز "أبو رباح"، الذي يعتبر من بين أكبر الاكتشافات الغازية في سوريا، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الحقول التابعة لـ "الشركة السورية للبترول".
بهذا، تصبح "دانة غاز" أول مطور لمشاريع الغاز يوقع اتفاقًا مماثلًا مع الحكومة السورية. تهدف المذكرة إلى إجراء تقييم فني شامل للحقول المشمولة في الاتفاقية، وذلك تمهيدًا لاقتراح خطة تطوير متكاملة تهدف إلى زيادة حجم الإنتاج المحلي من الغاز، في حال نجاح التقييم والتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تنفيذ المشروع.
أشار الرئيس التنفيذي لشركة "دانة غاز"، ريتشارد هول، إلى أن توقيع المذكرة يمثل "خطوة أولى مهمة نحو تقييم فرص إعادة تطوير البنية التحتية للغاز في سوريا، واستكشاف الإمكانيات الكامنة فيها". وأضاف أن الحقول المحددة بموجب هذه المذكرة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في إنتاج الغاز المحلي، مما يعزز أمن الطاقة في سوريا ويدعم المجتمعات المحلية في مختلف مناطق الدولة.
وأوضح هول أن الشركة تعتمد في هذه الثقة على عاملين رئيسيين:
- الكفاءة الفنية العالية والمهنية لدى فريق "الشركة السورية للبترول".
- الخبرات الراسخة لشركة "دانة غاز" في مجالات التطوير والتشغيل، والتي تجلت مؤخرًا في إنجاز مشروع توسعة "خورمور 250" في إقليم كردستان العراق قبل الموعد المحدد، بالتعاون مع شركائها التشغيليين.
وأكد الرئيس التنفيذي أن الدروس المستفادة من مشروع "خورمور" والقدرات التي اكتسبتها الشركة قابلة للتطبيق بشكل مباشر في مشاريع مماثلة في سوريا. وأشار إلى أن هذا النوع من المشاريع يتطلب تنفيذًا عمليًا دقيقًا، وانضباطًا فنيًا وماليًا عاليًا، وفهمًا عميقًا لطبيعة المنطقة، مؤكدًا أن هذه العناصر أساسية لضمان نجاح التنفيذ.
ووفقًا للرئيس التنفيذي، تمثل هذه الشراكة فرصة استراتيجية لتحقيق الأهداف المشتركة في تطوير قطاع الغاز السوري ودعم أمن الطاقة الوطني. وتعتبر شركة "دانة غاز" أول وأكبر شركة خاصة في مجال الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، حيث تأسست في كانون الأول 2005، وهي مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية. وتمتلك الشركة أصولًا في مجالات الاستكشاف والإنتاج في مصر وإقليم كردستان العراق والإمارات العربية المتحدة، وتلعب دورًا مهمًا في قطاع الغاز الطبيعي سريع النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يأتي الاتفاق بين "الشركة السورية للبترول" وشركة "دانة غاز" في وقت حساس، مع تعليق العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق، مما يفتح الباب أمام دخول رؤوس أموال عربية لتعزيز الإنتاج المحلي من الغاز، بحسب تقديرات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن). ومن المتوقع أن يسهم ذلك في إعادة تشغيل حقول الغاز في سوريا التي تضررت بشدة خلال السنوات الماضية، وخاصة الحقول الكبرى في ريف حمص مثل "أبو رباح"، بما يدعم إنتاج الكهرباء ويقلّل الاعتماد على الاستيراد النفطي المكلف.
وتمثل الصفقة الجديدة دفعة قوية لقطاع الطاقة السوري، الذي تراجع إنتاجه من 30 مليون متر مكعب يوميًا قبل عام 2011 إلى أقل من 10 ملايين حاليًا، مما تسبب في عجز مزمن بمحطات توليد الكهرباء، وفق ما ذكرته منصة "الطاقة" المتخصصة.