الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:22 AM

دمشق: هجوم طائفي بالسكاكين على جبل الورد يثير مخاوف التهجير

دمشق: هجوم طائفي بالسكاكين على جبل الورد يثير مخاوف التهجير

تعرضت منطقة "جبل الورد" في "دمشق" لهجوم من مسلحين استهدفوا السكان، مصحوباً بشتائم وعبارات طائفية وتهديدات لإجبارهم على ترك منازلهم.

وذكرت مصادر أن مجموعة من الأشخاص يستقلون دراجات نارية هاجموا محلات تجارية في "جبل الورد" بمنطقة "الهامة" في "دمشق"، حيث يقطن مواطنون من الطائفة العلوية. وقام المهاجمون بتكسير واجهات بعض المحلات وإطلاق النار على بعض المنازل، مع توجيه عبارات طائفية، مما أدى إلى إصابة شاب وفتاة بجروح وكسور.

وبحسب المصادر، تصدت قوات "الأمن العام" لمحاولة أولى للهجوم على "جبل الورد"، لكن المهاجمين تمكنوا في المرة الثانية من الوصول إلى المنطقة. تعاملت القوات الأمنية مع الموقف وقامت بتطويق المنطقة لمنع المزيد من الاعتداءات، لكنها لم تلاحق المعتدين.

نشرت صحفية صورة لشاب تعرض لضرب مبرح خلال الهجوم، ثم قامت بإخفائها لاحقاً بعد أن تعرف المعتدون على الشاب وهددوه، حفاظاً على حياته.

ونقلت "أبو شنب" عن إحدى طالباتها من سكان المنطقة أن الهجوم بدأ بدخول المعتدين على متن دراجات نارية إلى الحي، وهم يحملون العصي والسكاكين وبعض الأسلحة. قاموا بالصراخ والتهجم على السكان وإغلاق مداخل الحي وتكسير المحلات. وأشارت إلى أن الشاب الذي ظهر في الصورة نزل لمساعدة قريبه الذي تلقى طعنات كادت تودي بحياته، فتلقى الشاب بدوره عدة ضربات بالعصي والسكاكين.

وذكرت الطالبة أن الأمن العام تدخل وطوق المنطقة ومنع الدخول والخروج وبدأ بملاحقة المعتدين. وأشارت إلى أن السكان أُخرجوا في وقت سابق من منازلهم وتم تفتيش المنازل وإخراج كل من كان على علاقة بالنظام السابق من ضباط وعسكريين، حيث خرجوا ولم يعودوا إلى المنطقة، وكل من عاد لها كانوا من المدنيين. وتساءلت عن الذنب الذي ارتكبه أهالي المنطقة ليتم الهجوم عليهم وضربهم وإهانتهم وتهديدهم لترك منازلهم وأراضيهم التي يملكون أوراق ملكيتها منذ زمن طويل.

سبق الهجوم الأخير على منطقة "جبل الورد" مقطع مصور نُقل عن احتجاجات في منطقة "مساكن صحارى" في "قدسيا" القريبة. ويظهر شخص في المقطع يقول أنه ومن معه "مجاهدون"، وسكنوا في منازل المنطقة بعد سقوط النظام، عقب 8 سنوات من التهجير وفق حديثه، مضيفاً أن هذه المنازل أقيمت على أراضيهم التي استملكتها الدولة سابقاً، متسائلاً عن الحق في إخراجهم منها؟ وتابع أن هناك توجهاً لاستقدام أشخاص لإسكانهم في المنطقة، ليخرج بحلّ المشكلة بأن هناك الكثير من المنازل الخالية في "جبل الورد" التي لا تبعد أكثر من 500 متر، وبالإمكان إفراغها خلال 10 دقائق على حد قوله.

خلال دقائق قليلة لخّص الرجل الظاهر في المقطع حجم الفوضى والاستقواء بالسلاح والاستهزاء بالقانون في كلامه، بدايةً من رفض الانصياع لطلب الخروج من منازل ليست من أملاكهم، والزعم بأن الأراضي التي أقيمت عليها المباني كانت ملكهم يوماً ثم صدر قرار باستملاكها لصالح الدولة، ما يمنحهم الحق اليوم في الاستحواذ على المنازل. وصولاً إلى ذروة منطق الفوضى، حين يعرض منازل أخرى كبديل للقادمين الجدد، وهي منازل يسكنها مواطنون سوريون، لكنه ببساطة يؤكد أن بإمكان "الشباب" إفراغها في 10 دقائق.

ولم تمضِ ساعات على هذا الاحتجاج حتى وقع الهجوم على "جبل الورد"، ما يظهر ارتباطاً بين الحادثين. علماً أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أحياء في "دمشق" لمثل هذه الهجمات، فقد سبق أن شهد حي "السومرية" هجمات مماثلة ولم يكن هناك أي تحرك رسمي لمنع مظاهر الفوضى ومحاسبة من قاموا بتهديد السكان لتهجيرهم من منازلهم، بل بدأ نشر سردية أن الأراضي التي أقيمت عليها المباني تعود في ملكيتها لأشخاص آخرين من غير سكانها ولا بد أن تعود لهم حقوقهم عبر تهجير السكان أصحاب المنازل من أبناء الطائفة العلوية، الأمر الذي يكشف بعداً طائفياً للقضية يتجاوز الخلاف العقاري.

مشاركة المقال: