الجمعة, 3 أكتوبر 2025 09:33 AM

ذهب أيلول: فرقة سورية للأطفال تعزف أحلامها وتصنع موسيقى استثنائية

ذهب أيلول: فرقة سورية للأطفال تعزف أحلامها وتصنع موسيقى استثنائية

دمشق-سانا: في عالم اختاره الموسيقي السوري عرفان ضاحي، ترتفع نغمات الأطفال لتشكل فرقة "ذهب أيلول". بدأت الحكاية بدروس تقليدية وتدريب مكثف، لتنتهي بتجربة موسيقية فريدة تجمع بين العزف الفردي والجماعي، مانحةً الأطفال مساحة للتعبير والإبداع.

وكالة سانا التقت بالموسيقي عرفان ضاحي، مؤسس الفرقة، للحديث عن تفاصيل هذه التجربة. تناول الحوار بداياته الموسيقية، ومسيرته في تأسيس الفرق، وكيفية اختيار الطلاب، وأهمية العزف الجماعي، بالإضافة إلى المناهج الموسيقية المعتمدة والخطط المستقبلية للفرقة.

سانا: من هو الموسيقي عرفان ضاحي قبل "ذهب أيلول"؟

ضاحي: الموسيقى كانت بالنسبة لي هواية، رسالة، ومشروع حياة. عملت مدرساً في دار المعلمين، ثم في معهد إعداد المدرسين للموسيقى، وقمت بالتدريس في مدارس ومعاهد مختلفة. لكنني شعرت أن طريقي الحقيقي يكمن في الاستقلال، فتركت الوظيفة وتفرغت للتدريس الحر وتأهيل الأطفال في مجال العزف. كانت هذه الخطوة حجر الأساس لتجربة "ذهب أيلول".

سانا: كيف بدأت رحلتك في تأسيس الفرق الموسيقية؟

ضاحي: أسست أول فرقة عام 2004 تحت اسم "فرقة ناشئي دمشق"، وضمت 35 عضواً بين عازف ومغنٍ. شاركنا في فعاليات ثقافية عديدة، إضافة إلى نشاطات مدرسية واجتماعية. لكن بعد عام 2011 توقف نشاط الفرقة، مع استمرار بعض التدريبات الفردية وظهور جيل جديد من الأطفال.

سانا: متى تغير اسم الفرقة ليصبح "ذهب أيلول"؟

ضاحي: بعد إعادة تأسيس الفرقة عام 2019، بدأنا التدريب والاستعداد لإقامة حفلات في شهر أيلول. اخترت اسم "ذهب أيلول" كرمز لانطلاقة جديدة ذهبية. قد يظن البعض أنه مرتبط بأغاني فيروز، لكنه في الحقيقة مرتبط بلحظة الولادة الثانية للفرقة.

سانا: ما الذي ميز هذه العودة الثانية للفرقة؟

ضاحي: كانت عودة حقيقية إلى الحياة الفنية. عملنا على تنظيم الصفوف بشكل محكم، وبدأنا نشاطات مكثفة في مراكز ثقافية مثل المزة وكفرسوسة. شاركنا في أكثر من ثلاث فعاليات سنوياً، مع توثيق كل نشاطاتنا عبر مجموعة على "فيسبوك" تتيح للجمهور متابعة مسيرتنا.

سانا: ما المناسبات التي أصبحت جزءاً من هوية الفرقة؟

ضاحي: انطلاقاً من أن المناسبات تربط الموسيقى بذاكرة الناس ووجدانهم، نشارك سنوياً في احتفالات عيد الأم، سواء عبر الجمعيات أو المراكز الثقافية أو وسائل الإعلام. كذلك أصبح لنا حضور دائم في احتفالات الأعياد.

سانا: كيف يتم اختيار الطلاب المشاركين؟

ضاحي: الطالب الذي يأتي لتعلم الموسيقى ويتقن عزف ثلاث مقطوعات يُقبل في الفرقة. نضع لكل طالب برنامجاً فردياً، وبعد التدريبات يدمجون ضمن العزف الجماعي ليصبحوا صوتاً واحداً متناغماً. نوزع الأدوار حسب قدراتهم، ويتم التدرج في التعلم وفق تسلسل من الأسهل إلى الأصعب.

سانا: ما أهمية العزف الجماعي في التجربة؟

ضاحي: العزف الجماعي هو الامتحان الحقيقي للطالب، كونه يظهر مدى استيعابه وإحساسه بالموسيقى. أقوم بالإشراف على الجوانب الفنية، بالتوازي مع الدعم اللوجستي وأماكن التدريب التي توفرها جمعية "طريق النور". ولا نغفل أولياء الأمور ودورهم في دعم موهبة أطفالهم واحتضانها مع مراعاة الالتزام بدروسهم.

سانا: ما المناهج الموسيقية التي تعتمدونها؟ وهل "ذهب أيلول" فرقة موسيقية أم كورال للأطفال؟

ضاحي: طورت خطة خاصةً لكل طالب مع الاستفادة من مدارس مثل "أورف" و"كودالي". كل خطة تكون مختلفة وفق مهارات الفرد. ما يميزنا أننا فرقة موسيقية لأن العزف على الآلات هو الأساس، ولكن الكورال جزء مكمّل فقط.

سانا: هل يملك الطلاب آلاتهم الخاصة؟ وما طبيعة الأعمال التي تقدمها الفرقة؟

ضاحي: كل طالب مسؤول عن آلته وصيانتها، ولابد من اختيار آلات جيدة منذ البداية، ما يعزز الانضباط والالتزام. طبيعة الأعمال متنوعة توسع أفق الطلاب وتجعل الجمهور يتلقى ألواناً موسيقية مختلفة. نقدم أناشيد وأغاني للأطفال، وأغاني طربية وقدوداً، ومقطوعات موسيقية، وفيروزيات وكلثوميات، إضافةً إلى الموشحات والسماعيات.

سانا: ما خططكم المستقبلية؟

ضاحي: خطتنا الدائمة هي التجديد والتطوير. لا نهدف إلى التكرار ونحرص على أن يكون كل برنامج جديد أكثر تقدماً من سابقه. كل موسم موسيقي هو فرصة لإضافة بصمة جديدة على المسرح وفي حياة الأطفال.

مشاركة المقال: