حلب-سانا: افتتحت صالة اتحاد الفنانين التشكيليين في مدينة حلب معرضاً فنياً بعنوان "يوم للتاريخ"، والذي يستمر لمدة يومين بالتزامن مع احتفالات ذكرى تحرير المدينة. يشارك في هذا المعرض، الذي تنظمه مديرية الثقافة في المحافظة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين ونقابة المعلمين بفرع جامعة حلب، أكثر من 35 فناناً وفنانة من مختلف الأعمار، بمن فيهم مواهب شابة واعدة، يقدمون حوالي 50 عملاً فنياً متنوعاً يجمع بين الحداثة والتقليد.
تنوعت موضوعات المعرض لتشمل تراث حلب وسوريا، واستحضار الأماكن الأثرية، والتعبير عن آلام الحرب، والاحتفاء برموز المدينة، وصولاً إلى تجسيد فرحة النصر والتحرير.
أوضح رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب، محمد عساف، في تصريح لمراسلة سانا، أن المعرض يتميز بتعدد المدارس الفنية المشاركة، مثل الحروفية والتجريدية والواقعية والحداثة والتعبيرية والانطباعية والواقعية المفرطة، مع إبراز أفكار لم ترَ النور من قبل.
هوية ثقافية ورسالة وطنية
أشارت رئيسة مكتب الثقافة والإعلام في نقابة المعلمين بفرع جامعة حلب، المهندسة نسرين كيالي، في تصريح مماثل، إلى أن اختيار عنوان "يوم للتاريخ" يعكس أهمية يوم النصر والتحرير في تاريخ سوريا الحديث، كونه يمثل بداية انطلاقة جديدة للوطن. وأكدت أن الفعالية تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية والتراث، ونقل التجارب الفنية بين الأجيال، وتشجيع المواهب الجديدة، وإعادة التواصل مع الفنانين القدامى.
حظي الخط العربي بمساحة هامة في المعرض، حيث أكد الخطاط محمد قاسم على أهمية إعادة تقديم الهوية البصرية الأصيلة لهذا الفن، وإظهار الموروث الحضاري بالشكل الأكاديمي الصحيح، ومواجهة الاستخدامات المشوهة للخط العربي. وأشار إلى مشاركته بعمل من فن الثلث الجلي عبارة عن آية قرآنية قامت بزخرفتها زوجته المستشارة الفنية صفا شيخ صالح.
الفنانة بيان نعسان، الحاصلة على ماجستير في الفلسفة، اعتبرت الفن وسيلة مباشرة للتعبير عن الأفكار الفلسفية، وقدمت لوحة مستوحاة من حالة الفيلسوف نيتشه، حاولت فيها تجسيد مفهوم الذهان المفرط والذكاء المفرط عبر اللون والخطوط.
وقدّم الفنان عبيدة قدسي عملاً بعنوان "إنجاز النصر"، عبّر فيه حسياً عن رمزية الألوان، حيث رمز بالأحمر لحب الشهداء ودمائهم، والأصفر لوهج النصر، والأخضر لولادة مرحلة التحرير.
يمثل معرض "يوم للتاريخ" محطة مهمة في المشهد الثقافي الحلبي في مرحلة ما بعد التحرير، إذ جمع بين الأصالة الفنية وروح التجدد، مؤكداً دور الفن في صون الذاكرة الجمعية وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء إنسان أكثر ارتباطاً بوطنه وهويته، وفقاً للمنظمين.