الجمعة, 25 أبريل 2025 07:04 PM

رحلة عبر الزمن: حجاج إسبان يحيون طريق الحج القديم بالخيول عبر دمشق

رحلة عبر الزمن: حجاج إسبان يحيون طريق الحج القديم بالخيول عبر دمشق

في مشهد يعيد إلى الأذهان طرق الحج القديمة التي كانت تنطلق من الأندلس نحو مكة المكرمة، وصلت قافلة حجاج إسبانية إلى بلدة الشيخ مسكين في درعا قادمة عبر الأراضي السورية، في إطار رحلة استثنائية بدأتها منذ أكثر من خمسة أشهر. وتتألف القافلة من ثلاثة حجاج إسبان ورابع مغربي مقيم في إسبانيا، اختاروا أن يخوضوا تجربة الحج كما كان يفعل أجدادهم منذ قرون، ممتطين الخيول، في خطوة تهدف إلى إحياء التراث الروحي والثقافي المرتبط بالحج في العصور الإسلامية الأولى.

وفي تصريح خاص لمنصة ، أوضح محمد أبو حلقة، المنسق الإعلامي للحملة، أن الرحلة انطلقت من جنوب إسبانيا قبل أكثر من خمسة أشهر، ومرت بعدة دول أوروبية، قبل أن تدخل تركيا وتتابع طريقها برًا باتجاه الأراضي السورية عبر معبر باب السلامة، قادمة من ولاية كلس التركية. وأضاف أبو حلقة: “تحركت القافلة من معبر باب السلامة باتجاه مدينة إعزاز، ثم عبرت حلب وحماة وحمص، ووصلت لاحقًا إلى دمشق، وهي الآن في طريقها جنوبًا نحو درعا، قبل أن تتابع مسيرها باتجاه الحدود الأردنية ومنها إلى الأراضي السعودية”.

وأشار إلى أن الرحلة تسير بتنسيق لوجستي وإداري دقيق، حيث رافق القافلة داخل الأراضي السورية كل من السيد حمزة الديري وحمزة الصعيدي، وهما المنسقان اللذان يعملان على تيسير تنقل الحجاج وضمان سلامتهم داخل المدن التي مروا بها. وأكد أبو حلقة أن القافلة تحظى باستقبال شعبي ورسمي لافت في كل محافظة تمر بها داخل سوريا، مشيدًا بحسن التعاون والتنسيق من قبل الجهات المحلية، لا سيما على المستويات الأمنية والإعلامية.

وعن هدف الرحلة، قال: “يسعى الحجاج إلى إحياء طريقة أسلافهم في أداء فريضة الحج، بطريقة تحاكي زمن القوافل، حيث كان الحجاج ينطلقون على ظهور الخيل من الأندلس مرورًا بالشرق حتى الحجاز”. يُشار إلى أن هذه القافلة هي من المبادرات النادرة التي تمزج بين الإيمان العميق والتجربة الثقافية والتراثية، في رحلة طويلة تستعيد واحدة من أبرز مظاهر الوحدة الإسلامية العابرة للحدود.

مشاركة المقال: