الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 11:46 PM

زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو: سوريا وروسيا.. مصالح مشتركة في مرحلة جديدة

زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو: سوريا وروسيا.. مصالح مشتركة في مرحلة جديدة

في أول زيارة رسمية له إلى روسيا الاتحادية منذ سقوط النظام السابق في أواخر العام الماضي، التقى الرئيس أحمد الشرع بالرئيس فلاديمير بوتين، مما يثير تساؤلات حول طبيعة المصالح المتبادلة بين البلدين. يوضح الباحث في مركز جسور للدراسات، محمد سليمان، أن العلاقات بين سوريا وروسيا معقدة واستراتيجية، وتشمل جوانب سياسية وعسكرية واقتصادية متعددة.

تطالب سوريا روسيا بتسليم المخلوع بشار الأسد واستعادة الأموال المنهوبة المجمدة في روسيا، بهدف استخدامها لصالح الشعب السوري. كما تدعو دمشق إلى مراجعة الاتفاقيات والعقود التي أبرمها النظام السابق، وتطالب روسيا بلعب دور أكبر في الحد من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ووقف دعم إسرائيل للجماعات المسلحة في الجنوب السوري، وفقًا لسليمان.

تركّز دمشق أيضًا على ملف الأمن الغذائي وتسعى لتجديد عقود استيراد القمح من روسيا وتفعيل اتفاقات استثمار الفوسفات وزيادة التبادل التجاري. من جهتها، ترى روسيا في سوريا حليفًا جيوسياسيًا مهمًا يضمن لها الوصول إلى المياه الدافئة في المتوسط ويعزز موقعها في مواجهة حلف الناتو.

يشير سليمان إلى أن روسيا تسعى لضمان بقاء قواعدها العسكرية في الساحل السوري وتطوير التعاون مع دمشق في مجالات التسليح وإعادة بناء منظومة الدفاع السورية. كما تهتم برفع حجم التبادل التجاري مع سوريا، الذي كان يصل سابقًا إلى 650 مليون دولار سنويًا، وتسعى للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار لتعزيز حضورها الاقتصادي والسياسي في المنطقة.

وصل الرئيس الشرع إلى موسكو في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي. وتهدف الزيارة، كما ذكرت وكالة "سانا"، إلى إعادة تنظيم العلاقات الثنائية وبحث ملفات التعاون السياسي والاقتصادي. وقد أجرى الرئيس الشرع مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وكان الرئيس الشرع قد تلقى اتصالاً هاتفيًا من نظيره الروسي في شباط الماضي، أكد خلاله الرئيس بوتين دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، وأبدى استعداد روسيا لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع النظام البائد، ووجوب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.

كان من المقرر أن تكون الزيارة في إطار مشاركة الرئيس الشرع في أعمال أول قمة عربية روسية، لكن التطورات المحيطة باتفاق إنهاء الحرب على غزة أسفرت عن تأجيلها إلى موعد لاحق. وأكد الكرملين أن روسيا تولي أهمية خاصة لمشاركة الرئيس الشرع في أعمال القمة، لأنها تشكل فرصة لأول لقاء يجمعه مع نظيره الروسي، وتدفع جهود الطرفين في مسار إعادة ترتيب العلاقات بما يضمن المصالح السورية والروسية.

سبق زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو زيارة قام بها الشهر الماضي إلى دمشق، نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك على رأس وفد حكومي موسع، لبحث الملفات التي تهم الطرفين. وقبل ذلك قام وزيرا الخارجية المغتربين أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة بزيارة مهمة إلى موسكو، مهدت الطريق لتوسيع الحوار بين الجانبين. كما استقبلت موسكو قبل أسبوع وفداً عسكرياً سورياً رفيعاً برئاسة رئيس الأركان علي النعسان، الذي أجرى جولة محادثات مع نائب وزير الدفاع يونس بيك يفكوروف ومسؤولين آخرين.

مشاركة المقال: