تشهد المنطقة تحولات سياسية وأمنية متسارعة، تتأرجح بين تسوية شاملة أو حرب مستمرة. وتأتي زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لدولة الإمارات العربية المتحدة، للمرة الثانية في أربعة أشهر، لتواكب هذه المرحلة المفصلية.
في بيروت، يبدو الموفد الأميركي توم برّاك متفائلاً بالردّ اللبناني على الورقة الأميركية التي تهدف إلى ضمان الاستقرار في لبنان والمنطقة. وفي حوار صحافي في قصر الرئاسة اللبنانية، وصف برّاك سوريا بأنها "مذهلة"، مؤكداً انطلاق قطار الحوار بينها وبين إسرائيل.
على الرغم من عدم الإعلان عن جدول أعمال الشرع في أبوظبي، إلا أنه من المتوقع أن يركز على التطورات الأخيرة بعد حرب إسرائيل وإيران، وسعي سوريا لاستعادة دورها الإقليمي من خلال تثبيت الاستقرار على حدودها والانخراط في إعادة البناء الداخلية، بشرياً وعمرانياً، على أساس الوحدة والسيادة، لكي تعود دمشق فاعلة في مسيرة السلام.
لطالما كانت الإمارات في طليعة الداعمين لسلامة سوريا وإعادة إعمارها، من خلال توجيه استثمارات كبيرة لمساعدتها على تجاوز تداعيات النزاع الذي استمر نحو 13 عاماً، ومساعدتها على استعادة مكانتها الإقليمية. وقد أعرب الشرع في مناسبات عدة عن قناعته بأن القيادة الجديدة في سوريا لا تسعى لخلق مشاكل مع دول الجوار، وعن عزمه على العودة إلى الحضن العربي.
وفي هذا السياق، لم تنفِ الحكومة السورية وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لضمان حدودها، مع التأكيد على ضرورة استعادة الجولان قبل أي حديث عن سلام ممكن. وسوف يجد الشرع الدعم من القيادة الإماراتية، وكذلك من قادة دول الخليج، لتحسين إدارة بلاده بعيداً عن تأثير إيران. ومن المتوقع أن تسفر الزيارة عن انفراج جديد على المستويين السوري والإقليمي، بالتوازي مع التهدئة التي أشار إليها برّاك في بيروت.