تمثل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات محطة مهمة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتعكس الحرص على تعزيزها في مختلف المجالات لتحقيق المصالح المشتركة في التنمية والازدهار.
تجسد الزيارة عمق العلاقات التاريخية الممتدة لنحو نصف قرن، والتي حافظت على قوتها وتطورها المستمر. وتعتبر الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لوزارة الاقتصاد.
وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الزيارة بأنها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، ويرى مراقبون أن اختيار ترامب الخليج كأول محطة له يؤكد على أهمية دور المنطقة في المجالات المختلفة.
تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد فترة وجيزة من قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، وتشمل أوجه التنسيق جوانب عدة أبرزها التنموية والسياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، والشراكات المرتبطة بإعلان الاتفاقية الإبراهيمية للسلام.
نجح البلدان في وضع أسس متينة لتعاون طويل الأمد في المجال الاقتصادي، وإقامة شراكات مبتكرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والطاقة النظيفة واستكشاف الفضاء.
أكد محمد الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية، أن الشركة تتعاون مع الشركات الأميركية الكبرى في تكنولوجيا الطاقة النووية، للاستثمار في مشاريع جديدة أو إعادة تطويرها، واستكشاف فرص تطوير ونشر المفاعلات المصغرة.
وأضاف أن الشركة تستثمر أيضاً في معارفها وخبراتها المكتسبة في تقديم الاستشارات الاستراتيجية، وأنها انتقلت إلى مرحلة جديدة تتمثل في التركيز على الاستثمار في مشاريع الطاقة النووية الجديدة حول العالم، واستكشاف فرص تطوير واستخدام تقنيات جديدة ومتقدمة لمفاعلات الطاقة النووية.
تعكس الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الأميركية في مجال الطاقة المتجددة رؤية البلدين نحو بناء مستقبل مستدام من خلال تعزيز الاستثمارات المشتركة في حلول وتقنيات الطاقة النظيفة.
تفتح الاستثمارات الإماراتية الأميركية الضخمة في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة آفاقاً جديدة وواعدة للتنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم من خلال نشر حلول الطاقة المتقدمة، ما يعكس التزام البلدين في مجال تعزيز أمن الطاقة العالمي.
في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2022، وقعت دولة الإمارات والولايات المتحدة شراكة استراتيجية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة وأنحاء العالم بحلول عام 2035.
وفي كانون الثاني/يناير عام 2023، أعلنت كل من الإمارات والولايات المتحدة عن تخصيص 20 مليار دولار لتطوير مشاريع طاقة نظيفة بقدرة 15 جيجاواط في الولايات المتحدة قبل عام 2035 وذلك بقيادة شركة "مصدر" ومجموعة من المستثمرين الأميركيين من القطاع الخاص.