السبت, 4 أكتوبر 2025 05:58 PM

زيارة وفد عسكري سوري إلى موسكو تثير تكهنات حول صفقة S-400 المحتملة

زيارة وفد عسكري سوري إلى موسكو تثير تكهنات حول صفقة S-400 المحتملة

وصل وفد من وزارة الدفاع السورية إلى موسكو في 2 تشرين الأول، بهدف تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع السورية.

ترأس الوفد رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء علي النعسان. قام الوفد بزيارة "الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية"، حيث اطلع على منظومات الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.

تأتي هذه الزيارة قبل أسبوع من زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى موسكو لحضور القمة الروسية-العربية الأولى، المقرر انعقادها في 15 تشرين الأول، والتي ستجمع قادة جامعة الدول العربية مع الرئيس الروسي.

في 10 أيلول الماضي، صرحت السفارة السورية في موسكو لوكالة "سبوتنيك" الروسية بأن الرئيس الشرع سيترأس الوفد السوري في القمة الروسية-العربية المقبلة.

وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، قد أعلن عن زيارة الرئيس السوري خلال مؤتمر صحفي عقده مع الوفد الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، في دمشق في 9 أيلول الماضي.

لم تصدر وزارة الدفاع الروسية أو وسائل الإعلام الروسية أي تفاصيل حول الزيارة والمواضيع التي نوقشت خلالها.

أثار سلاح "S-400" جدلاً بعد أن نشر مسؤول إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، عاصم غليون، صورة عبر حسابه في "فيسبوك" لمنظومة صواريخ يعتقد أنها منظومة دفاع جوي روسية، مع تعليق "اليوم في روسيا وفي قادم الأيام في سوريا".

إلا أن المسؤول نشر توضيحًا لاحقًا بعد أن فسرت وسائل الإعلام السورية منشوره على أنه صفقة سلاح مرتقبة بين سوريا وروسيا، موضحًا أن الهدف من الصورة هو الإشارة إلى وجوده في روسيا لأداء مهامه مع الوفد الرسمي السوري، وأنه سيعود قريبًا إلى سوريا بعد انتهاء برنامج الجولة الرسمية.

وفيما يتعلق بالسلاح الظاهر في الصورة، أوضح المسؤول أنه كان من بين الأسلحة المعروضة لدى الشركة التي زارها الوفد، مؤكدًا أن "ما تم نشره عن صفقات شراء السلاح غير صحيح، ويراد منه تحريف الهدف الأساسي لما نشره".

تأتي زيارة وفد وزارة الدفاع السورية بعد يومين من ذكرى التدخل العسكري الروسي في سوريا في 30 أيلول 2015، والذي كان يهدف إلى مساعدة الرئيس المخلوع بشار الأسد في استعادة السيطرة على المناطق التي فقدها لصالح فصائل المعارضة المسلحة.

تسبب التدخل الروسي في سوريا بمقتل 6993 مدنيًا، بينهم 2061 طفلًا و984 سيدة، وسجلت محافظة حلب العدد الأكبر من الضحايا المدنيين، تلتها إدلب ثم دير الزور، بحسب أرقام "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

تشير التطورات الأخيرة إلى تقدم في العلاقات السورية-الروسية بعد التحول السياسي الذي شهدته سوريا في أواخر عام 2024، إثر سقوط نظام الأسد.

تثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين دمشق وموسكو، وما إذا كانت ستعود إلى مسارها الفعلي بعد سقوط نظام الأسد، أم أن العوامل الإقليمية والدولية والمصالح السياسية والاقتصادية ستفرض مسارات جديدة وتوازنات مختلفة.

في 9 أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، في دمشق، وأكد الشيباني أن العلاقة بين سوريا وروسيا "عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضرًا"، مشيرًا إلى أن "الدعم الروسي الصريح" لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في مصلحة سوريا والمنطقة بأسرها.

أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، أن تحديد وتطوير العلاقات مع سوريا يتم تحت الإشراف المباشر للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معتبرًا أن سوريا دولة واعدة في الشرق الأوسط، وأن المرحلة التاريخية الجديدة ستشهد علاقات بين الشعبين مبنية على الاحترام المتبادل، ومشددًا على أهمية التعاون الثنائي.

في 31 تموز الماضي، التقى الوزير الشيباني في موسكو خلال زيارته، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، ثم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لقاء وصفته إدارة الإعلام بوزارة الخارجية السورية حينها بأنه "تاريخي".

وفي مؤتمر صحفي أعقب الاجتماع، أعلن الجانبان إعادة النظر في الاتفاقيات الاقتصادية السابقة الموقعة بين الطرفين. وأعرب لافروف عن تطلع بلاده لتكثيف الحوار مع دمشق، مؤكدًا "اتفقنا على التعاون لتجاوز التحديات، كما أكدنا حرصنا على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واحترام سيادتها واستقلالها".

أكد لافروف أن روسيا تعارض محاولة بعض الأطراف زعزعة استقرار سوريا واستخدامها ساحة لتصفية الحسابات، مشيرًا إلى أن الخطوات التي اتخذتها سوريا وأعلن عنها الرئيس أحمد الشرع ستساعدها على تجاوز الأزمة التي تمر بها.

فيما اعتبر الوزير الشيباني أن الحوار مع روسيا "خطوة استراتيجية" تدعم مستقبل سوريا، مضيفًا "نحن في مرحلة إعادة الإعمار بحاجة لجميع الشركاء ونعمل على الاستفادة من دروس الماضي لبناء المستقبل".

مشاركة المقال: