الأحد, 20 أبريل 2025 05:10 AM

سبوتيفاي تستثمر في الأصوات الاصطناعية: هل يهدد الذكاء الاصطناعي عرش الرواة البشر في عالم الكتب الصوتية؟

سبوتيفاي تستثمر في الأصوات الاصطناعية: هل يهدد الذكاء الاصطناعي عرش الرواة البشر في عالم الكتب الصوتية؟

أعلنت منصة "سبوتيفاي" للبث التدفقي عن استثمار مليون يورو في تطوير "كتب ترويها أصوات اصطناعية"، وهي تقنية تحاكي الصوت البشري بدقة متزايدة.

يعود هذا التوجه إلى التكلفة العالية لإنتاج الكتب الصوتية بصوت بشري، مما دفع بعض المنتجين إلى الاستثمار في استنساخ الأصوات والأصوات الاصطناعية، وهي ظاهرة تم تسليط الضوء عليها في مهرجان باريس للكتاب.

يذكر أن رؤساء دول سابقين قد خاضوا تجربة تسجيل كتبهم الصوتية بأنفسهم، مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي سجل مذكراته الرئاسية "لو تان دي تامبيت"، والرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سجل "ايه بروميسد لاند". كما أن هناك كتباً أخرى قرأها ممثلون محترفون.

ومع ذلك، يظل مستقبل هذا النوع من الإنتاج غير واضح، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في الكتب الصوتية. وقد شهد مهرجان باريس للكتاب إعلانين مهمين في هذا الصدد.

أعلنت شركة "ليبرينوفا" الفرنسية، الرائدة في مجال النشر الذاتي، عن استخدامها "تكنولوجيا استنساخ الصوت" التي توفر جودة أعلى بكثير من الأصوات الاصطناعية التقليدية. تعتمد هذه التقنية على تسجيل المؤلف لجزء صغير من كتابه بصوته، ثم يتولى الذكاء الاصطناعي قراءة الجزء المتبقي بنفس الصوت.

تؤكد "سبوتيفاي" أنها ستوضح لمستخدميها هوية الصوت الذي يقرأ لهم، لتمكينهم من اتخاذ قرار مستنير بشأن تفضيلهم للصوت الاصطناعي أو البشري. وتؤكد المنصة السويدية أنها لن تتخلى عن الكتب التي يقرأها بشر.

من جانبه، يرى أرتور دو سان فنسان، الرئيس التنفيذي لدار نشر "أوغو"، أن استثمار "سبوتيفاي" يساعد الناشرين من خلال تمويل جزء من الإنتاج، ويساهم في تطوير السوق ونضوجها. وتخطط "أوغو" بالتعاون مع دار نشرها الأم "غلينا" لإنتاج 200 كتاب جديد في السنوات الثلاث المقبلة، مع الحرص على اختيار الأصوات المناسبة والعمل مع ممثلين محترفين.

على الرغم من ذلك، لا يمتلك الجميع الموارد الكافية لمواكبة هذا التوجه. وكانت "أوديبل" Audible، التابعة لشركة "أمازون" والرائدة عالمياً في الكتب الصوتية، قد أشارت في عام 2021 إلى تفضيل الصوت البشري لقربه من القارئ ونبرته الأفضل، بعد تجربة سابقة مع الصوت الاصطناعي.

ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 50 ألف كتاب باللغة الإنجليزية بصوت افتراضي على منصة "أوديبل"، معظمها لمؤلفين غير معروفين. وتتفاوت التقييمات حول جودة هذه القراءات، حيث يعبر البعض عن حماسه للتقدم السريع في هذه التكنولوجيا، بينما يشكك آخرون في حدودها.

ترى أليسانيا، وهي مؤلفة روايات باللغة الإنجليزية، أن السرد القصصي باستخدام الذكاء الاصطناعي قد لا يكون جيداً في نقل مشاعر الشخصيات. ففي حين أن أصوات الكمبيوتر لا تتلعثم أو ترتكب أخطاء في النطق، إلا أنها قد تصبح رتيبة مع مرور الوقت، وتفتقر إلى القدرة على التعبير عن المشاعر والانفعالات الإنسانية.

مشاركة المقال: