السبت, 6 ديسمبر 2025 11:25 PM

سوريا الجديدة: كيف نحقق العيش المشترك وننبذ التطرف؟

سوريا الجديدة: كيف نحقق العيش المشترك وننبذ التطرف؟

إعداد: هيثم يحيى محمد

في ظل وجود بعض الأفراد الذين يتبنون التطرف والجهل، ممّن لا يرغبون في تحقيق العيش المشترك بين مكونات المجتمع السوري، نقدم هذا المقال الذي يتناول مفهوم العيش المشترك وأهميته:

العيش المشترك: هو فعل إنساني سامٍ يتطلب إدراكًا عميقًا بأن الاختلاف لا يفسد الود، بل يثريه. عندما نؤمن بأن الآخر ليس تهديدًا بل إضافة، نخلق مساحة للجميع للتنفس بحرية واحترام.

يتحقق العيش المشترك من خلال الاحترام المتبادل، والتسامح، والحوار البناء، بالارتكاز على مبادئ العدالة والمساواة وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز التربية على قيم التعاون والتنوع، وتعميق الوسطية ونبذ التطرف. كما يتطلب وجود إرادة مجتمعية وسياسية لتطبيق هذه القيم عبر آليات مؤسسية تضمن المشاركة والإنصاف، وتجاوز الخلافات من خلال التنازلات البناءة لضمان الاستقرار والتنمية.

من مظاهر التسامح في العيش المشترك: برّ المسلم بغير المسلم، والعيش المشترك بين مختلف الديانات، ومنح غير المسلمين الحرية، وعدم التعرض لهم في عقيدتهم. لقد أمر الإسلام المسلمين بترك غير المسلمين على دينهم، كما قال الله تعالى: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"، [سورة الكافرون، الآية: 6].

حق العيش المشترك هو مفهوم يعبر عن أهمية التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية أو الدينية أو العرقية. يشمل هذا الحق احترام حقوق الآخرين، وتعزيز الحوار والتفاهم، والعمل على بناء مجتمع متماسك يسوده السلام والتسامح.

العيش المشترك يُبنى على قاعدة التآنس والمحبة، والتآلف والانسجام بين البشر، وهو لا يعبر فقط عن عدالة مصحوبة بالحكمة والحب، ولكن أيضًا عن الوفاق الممكن بين الأشخاص؛ فهو يعبر عن إنسانية قوامها حق الاختلاف والاحترام والمحبة. فالتآنس هو شكل من أشكال المودة والإلفة، وهي أروع شكل للكينونة والوجود مع الآخر.

نؤكد على ضرورة قيام الحكومة بتكريس وتعزيز العيش المشترك في بلدنا عبر وضع آليات مؤسسية تضمن المشاركة والإنصاف، وتجاوز الخلافات. كما نؤكد على الدور المهم للعقلاء من أبناء مجتمعنا في هذا المجال.

(أخبار سوريا الوطن2-الذكاء الاصطناعي)

مشاركة المقال: