الأحد, 5 أكتوبر 2025 09:01 PM

سوريا بعد النظام: نظرة على انتخابات برلمانية بغياب الطقوس المعهودة

سوريا بعد النظام: نظرة على انتخابات برلمانية بغياب الطقوس المعهودة

احتفل السوريون "عن بعد" بتشكيل أول مجلس شعب بعد سقوط النظام السابق، في مشهد بدا مختلفاً تماماً عن الانتخابات البرلمانية السابقة. تلك الانتخابات التي كانت الصحف الرسمية توليها اهتماماً بالغاً، وتتيح للموظفين فرصة التغيب عن العمل بحجة "الذهاب للانتخاب".

سناك سوري – ناخبة افتراضية

لأول مرة منذ عقود، غابت تفاصيل معينة عن "العملية الانتخابية". كان الشعب أول الغائبين، إذ لم يشهد إقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع، ولم تستنفر الكاميرات الصحفية لتوثيق أصغر وأكبر ناخب، أو لنقل تصريحات من قبيل: "واجبنا المشاركة في الانتخابات اليوم". وهكذا، استراح المواطنون من عناء التنقل لاختيار ممثليهم في البرلمان، الذين كانوا يعتبرونهم سابقاً "لا يقدمون ولا يؤخرون"، أما اليوم "فلسه مو معروف".

كما تلاشت مفردات مثل "العرس الوطني" و"عملية ديمقراطية" من تصريحات المسؤولين، على عكس مسؤولي النظام السابق الذين كانوا يرون في كل تجمع بشري "ديمقراطية"، وفي كل مناسبة "عرساً وطنياً" يستحق الاحتفال.

الحبر السري أيضاً غاب عن أصابع الناخبين، وهو ما يرتبط بغياب الشعب عن العملية الانتخابية واقتصارها على الهيئات الناخبة "يلي بتعرف مصلحة الشعب وبتعرف تختار عنه مين بيمثله".

الانتخابات الحالية سوت بين المرأة والرجل، إذ لم تعد تسمع عبارة "هاتوا هالهوايا يا نسوان لروح انتخب عنكن وما عذبكن وتضلوا مع الولاد بالبيت"، ففي هذه الانتخابات لا المرأة ولا الرجل "في داعي يعذبوا حالن".

أما أجمل الغيابات فكان غياب قوائم "الجبهة الوطنية"، لدرجة يمكن القول إن "عرساً وطنياً" قد تحقق بالفعل، لو كان هناك حضور من الشعب!

وهكذا، أثبتت الانتخابات الجديدة أن الديمقراطية في سوريا قد تقدمت فعلاً، فبدلاً من أن ينتخب الشعب ممثليه، صار الممثلون ينتخبون بالنيابة عنه ممثلين له، وبكل شفافية ممكنة!

مشاركة المقال: