في أعقاب تجديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، قامت الخارجية السورية بإعادة نشر نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم “497” الصادر عام 1981. ينص هذا القرار على إبطال وإلغاء قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطتها وإدارتها على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
في 25 آذار 2019، وخلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، وقّع ترامب قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان. لم يلق القرار الأمريكي ترحيبًا دوليًا في ذلك الوقت، ورفضته الأطراف السورية، ودعا النظام السوري السابق إلى عقد جلسة خاصة في مجلس الأمن لمناقشة القرار.
جاءت تصريحات ترامب الأخيرة خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث عرض تفاصيل خطته المتعلقة بإنهاء الحرب في قطاع غزة، يوم الإثنين 29 أيلول. وقال ترامب: "اعترفت بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل وسيادتها على الجولان".
ماهو القرار “497”
صدر القرار “497” في 17 كانون الأول عام 1981، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، ويقضي باعتبار قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ملغيًا وباطلًا ومن دون فعّالية على الصعيد الدولي.
وجاء في النص الأصلي للقرار
إن مجلس الأمن.
وقد نظر في رسالة الممثل الدائم للجمهورية العربية السورية، المؤرخة في 14 كانون الأول 1981 والمنشورة في الوثيقة (S/14791)
وإذ يؤكد مجددًا أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة،
يعتبر قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة ملغيًا وباطلًا ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي؛
يطلب من إسرائيل، القوة المحتلة، أن تلغي قرارها فورًا.
يعلن أن جميع أحكام اتفاقية جنيف المعقودة بتاريخ 12 آب 1949 والمتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب ما زالت سارية المفعول على الأراضي السورية المحتلة من قبل إسرائيل منذ حزيران 1967.
يرجو من الأمين العام أن يقدم تقريرًا إلى مجلس الأمن بشأن تطبيق هذا القرار خلال أسبوعين، ويقرر أنه في حال عدم امتثال إسرائيل، يجتمع مجلس الأمن بصورة استثنائية، وفي مدة لا تتجاوز 5 كانون الثاني 1982، للنظر في اتخاذ الإجراءات الملائمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
تبنى المجلس هذا القرار في جلسته رقم “2319”، بالإجماع.
نص القرار الأممي 487 الذي الذي نشرته الخارجية السورية 30 من أيلول 2025 (الخارجية السورية)
تجدد الحديث عن الجولان
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل تعتزم البقاء في الأراضي السورية والاحتفاظ بمرتفعات الجولان، كشرط أساسي ضمن ما يُعرف بـ"خطة التطبيع مع سوريا". وأوضح ساعر، خلال حوار مع قناة “آي نيوز 24” الإسرائيلية، في 27 من حزيران الماضي، أن اعتراف سوريا بسيادة إسرائيل على الجولان يعد شرطًا لاتفاق مستقبلي مع “الجولاني” (الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع).
أثار التصريح موجة من الجدل والتساؤلات على وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين معارض للفكرة بوصفها "تنازلًا عن الأرض والاستسلام للاحتلال"، وبين مؤيد باعتبارها فرصة لتحسين الوضع السوري والخروج من دائرة الشعارات التي تغنى بها النظام السوري في عهد حافظ الأسد وابنه بشار الأسد.
في 16 من أيلول الحالي، وقبل أن يتعثر مسار المحادثات بين سوريا وإسرائيل، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن إسرائيل طرحت اقتراحًا على المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، مفاده التنازل عن الجولان مقابل انسحاب إسرائيل من جنوبي سوريا.
إسرائيل ترفع سقف “السلام” ودمشق غير مستعجلة
وعرضت إسرائيل التنازل عن الجولان من قبل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مقابل الانسحاب من المواقع التي احتلتها في جنوبي سويا بعد سقوط الأسد في 8 من كانون الأول 2024. وبحسب “رويترز”، فإن هذا المقترح “غير قابل للتنفيذ”، لأن أي تنازل عن الجولان يعني نهاية حكم الشرع. وقال المسؤول الإسرائيلي، إنه بعد جس نبض سوريا عبر الوسيط الأمريكي، تبين أن هذا الاقتراح “غير قابل للتنفيذ”.
مصادر “رويترز” ذكرت أن إسرائيل أبدت خلال المحادثات المغلقة “ترددًا في التنازل عن تلك المكاسب” (المناطق المحتلة بعد سقوط النظام). وفي 26 من أيلول الحالي، ذكرت وكالة “رويترز”، أن جهود التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا، واجهت “عقبة” في اللحظة الأخيرة، بسبب مطلب إسرائيل السماح لها بفتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا.
أهمية سياسية واستراتيجية
استولت إسرائيل على مرتفعات الجولان من سوريا في المراحل الأخيرة من “حرب الأيام الستة” (نكسة حزيران) عام 1967. وفي عام 1981 ضمت إسرائيل الجولان من جانب واحد، ولم يتم الاعتراف بهذه الخطوة دوليًا. لكن الولايات المتحدة اعترفت بالسيادة الإسرائيلية على الجولان في 25 من آذار عام 2019.
يوجد في الجولان أكثر من 30 مستوطنة يهودية، مع ما يقدّر بنحو 20 ألف مستوطن، كما يوجد حوالي 20 ألف سوري في المنطقة، معظمهم من الطائفة الدرزية، بحسب تقرير لشبكة “BBC” البريطانية، ترجمته عنب بلدي.
وتعتبر المرتفعات بالنسبة لإسرائيل موقعًا ممتازًا لمراقبة التحركات السورية، وتوفر التضاريس عزلًا طبيعيًا ضد أي قوة دفع عسكرية من سوريا. وتعد المنطقة أيضًا مصدرًا رئيسًا للمياه لمنطقة قاحلة، وتوفر المنطقة ثلث إمدادات المياه الإسرائيلية.
ومن النقاط الاستراتيجية التي تتميز بها مرتفعات الجولان، أنها تقع على بعد 31 ميلًا من غرب دمشق، وتطل على كل من جنوبي لبنان، وشمالي إسرائيل، وجزء كبير من جنوبي سوريا. وتُعرف المنطقة بخصوبة أرضها، وتستخدم التربة البركانية لزراعة الكروم والبساتين وتربية الماشية، وتعد منتجع التزلج الوحيد في إسرائيل.