الخميس, 20 نوفمبر 2025 01:12 AM

سوريا تستنكر زيارة نتنياهو إلى جنوب البلاد وتعتبرها انتهاكاً للسيادة

سوريا تستنكر زيارة نتنياهو إلى جنوب البلاد وتعتبرها انتهاكاً للسيادة

أدانت سوريا بشدة "الزيارة غير الشرعية" التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يرافقه وفد حكومي، إلى جنوب سوريا يوم الأربعاء الموافق 19 تشرين الثاني. واعتبرت دمشق هذه الزيارة "انتهاكاً خطيراً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها".

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن هذه الزيارة تمثل محاولة جديدة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتندرج ضمن سياسات "الاحتلال" الرامية إلى تكريس عدوانه واستمراره في انتهاك الأراضي السورية. وجدد البيان مطالبة سوريا "الحازمة" بخروج ما وصفته بـ "الاحتلال الإسرائيلي" من الأراضي السورية، مؤكداً أن جميع الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في الجنوب السوري "باطلة ولاغية" ولا ترتب أي أثر قانوني وفقاً للقانون الدولي.

ودعت الخارجية السورية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته، وردع "ممارسات الاحتلال"، وإلزامه بالانسحاب الكامل من الجنوب السوري، والعودة إلى اتفاقية فض النزاع 1974.

رافق نتنياهو في الزيارة وزير دفاعه، يسرائيل كاتس، ووزير خارجيته، جدعون ساعر، ورئيس هيئة الأركان، إيال زامير.

وخلال تفقده موقعاً متقدماً في المنطقة العازلة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، صرح نتنياهو لقواته بأن الوجود الإسرائيلي المستمر داخل سوريا "ذو أهمية هائلة". وأكد على الأهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل لقدراتها الدفاعية والهجومية في المنطقة، مشيراً إلى أن الهدف يشمل "حماية حلفائنا الدروز، وخاصة حماية دولة إسرائيل وحدودها الشمالية مقابل مرتفعات الجولان". وأضاف أن هذه المهمة يمكن أن تتطور في أي لحظة، وفقاً لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وفي تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"، قال نتنياهو: "لقد زرت منطقة مرتفعات الجولان في سوريا، وتلقيت إحاطة عملية والتقيت بالمقاتلين الذين يدافعون بشجاعة عن إسرائيل كل يوم… فخور بمقاتلينا". وأرفق رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليقه بصور داخل الأراضي السورية المحتلة.

وذكرت "القناة 12" الإسرائيلية، عبر منصة "إكس"، أن جولة نتنياهو وكاتس في الأراضي السورية تأتي في ظل الجهود الأمريكية الرامية إلى توقيع اتفاقية أمنية بين إسرائيل وسوريا.

وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية (شين بيت) عن كشفها لشبكة تهريب أسلحة في شمالي إسرائيل، واعتقلت 23 شخصًا متورطين في القضية، منهم 18 مواطنًا إسرائيليًا.

وفي أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن، في 10 من تشرين الثاني الحالي، نشرت وزارة الخارجية السورية بياناً ذكرت فيه أن اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة بين ترامب والشرع، ناقش عدة ملفات من ضمنها الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل. وأكد الجانب الأمريكي، بحسب الخارجية، دعمه للتوصل لاتفاق أمني مع إسرائيل يهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.

واستبعد الرئيس السوري، أحمد الشرع، في حوار مع قناة "فوكس نيوز"، في 11 من تشرين الثاني الحالي، انضمام سوريا إلى "اتفاقيات أبراهام"، موضحًا أن "الوضع في سوريا يختلف عن الدول التي وقّعت الاتفاق". وقال الشرع، "لدينا حدود مع إسرائيل التي تحتل الجولان منذ عام 1967، ولسنا بصدد الدخول في مفاوضات مباشرة حاليًا، وربما يمكن للولايات المتحدة برئاسة ترامب أن تلعب دورًا في هذا الملف".

وفي حواره مع صحيفة "واشنطن بوست"، استرسل الرئيس السوري أكثر في الحديث عن الاتفاقية مع إسرائيل، منتقدًا سياستها التوسعية، ومطالب نزع السلاح من جنوبي سوريا. وجدد الرئيس السوري تأكيده على انخراط سوريا في مفاوضات غير مباشرة قائلًا، "نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطًا طويلًا نحو التوصل إلى اتفاق، لكن للتوصل إلى اتفاق نهائي، ينبغي لإسرائيل الانسحاب إلى حدود ما قبل 8 من كانون الأول 2024".

مشاركة المقال: