في حفل رسمي أقيم في قصر الشعب بدمشق، وبحضور الرئيس أحمد الشرع وعدد من الوزراء والمسؤولين، تم إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية.
أكد الرئيس الشرع في كلمته أن الهوية الجديدة تجسد سوريا الموحدة، وترمز إلى وحدتها ورفضها للتقسيم، معتبرًا إطلاقها بداية لمرحلة تاريخية جديدة نابعة من تضحيات ونضال السوريين. وأضاف: "حكاية الشام تستمر بكم، ويحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وزمن نهضتكم قد حان. دماؤكم لم تذهب سدى، وعذاباتكم وجدت آذاناً مصغية"، مشيراً إلى أن الهوية الجديدة تستمد سماتها من الطائر الجارح، رمز القوة والدقة والعزم والابتكار، وتعبر عن بناء الإنسان السوري وثقته وهويته في الداخل والخارج.
من جانبه، أوضح وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى أن الهوية البصرية الجديدة تعبر عن جميع السوريين، مؤكدًا أنها نتاج عمل جماعي شارك فيه أبناء الوطن في الداخل والمغترب، وأنها تجسيد للانتصار ولعقد سياسي جديد يعلن أن سوريا أصبحت فضاءً سياسياً من الشعب وإليه. وأشار إلى أن الهوية الجديدة ليست مجرد شكل جمالي، بل تجسد رؤية الدولة عن نفسها كدولة مواطنة ورعاية، وليست دولة امتياز، في إشارة إلى القطيعة الرمزية مع خطاب النظام السابق.
أما وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، فقد أكد أن الدبلوماسية السورية لم تستسلم للواقع المتردي، وعملت خلال الأشهر الماضية على استعادة مكانة سوريا الدولية من خلال حراك دبلوماسي واسع. وأضاف: "رفعنا علم سوريا في الأمم المتحدة، والتقينا قادة دول أكدوا دعمهم لشعبنا، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا". وشدد على أن الهوية الجديدة تعبر عن الإنسان السوري وثقافته وأرضه، وتمثل بداية صفحة جديدة من الانفتاح السياسي والثقافي، مضيفًا: "نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين، وما نحتاجه اليوم هو روح وطنية تلملم ما تناثر من الهوية السورية".
وأكد الشيباني أن هذا اليوم يمثل إعلان موت ثقافي لكل ما مثله النظام البائد من ظلم وفساد مقنع بالشعارات، وأن الاعتراف بالتنوع السوري هو نقطة انطلاق نحو مستقبل جامع.
تعتبر الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية تتويجًا لمرحلة التحول الوطني والسياسي، وركيزة أساسية لبناء خطاب جامع جديد يعيد موقع سوريا الطبيعي داخليًا ودوليًا، ويؤسس لمرحلة ما بعد الحرب والتشتت والانقسام.