وقعت شركة الاتصالات السورية اتفاقاً للانضمام إلى مشروع الكابل البحري "ميدوسا"، الذي يُعد من أكبر مشاريع الألياف الضوئية في البحر الأبيض المتوسط. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الربط الرقمي الإقليمي.
"ميدوسا" هو نظام كابلات بحرية تابع لشركة AFR-IX Telecom، وتتولى شركتا Alcatel وElettra تنفيذه كمقاولين رئيسيين. ينطلق المشروع من مركز البيانات التابع لشركة Orange في مدينة مارسيليا الفرنسية.
يهدف المشروع إلى إنشاء "حلقة مرنة" تربط دول المتوسط بشبكة بيانات عالية السرعة. من المقرر أن يبدأ التنفيذ في فرنسا وتونس والمغرب عام 2025، بتكلفة تقديرية تبلغ 342 مليون يورو.
يُموَّل المشروع جزئياً من بنك الاستثمار الأوروبي بمنحة قدرها 40 مليون يورو ضمن إطار مبادرة "البوابة العالمية" (Global Gateway)، بالإضافة إلى 100 مليون يورو كتمويل دين مخصّص لدول شمال إفريقيا.
يتميّز المشروع باستدامته وانخفاض أثره البيئي، فضلاً عن كونه "مفتوح المصدر"، مما يتيح التوسّع والتوافق التقني بين الدول المشاركة.
بالنسبة إلى سوريا، يأتي انضمامها إلى "ميدوسا" ضمن سياسة الجوار الأوروبي التي تتيح فرص تمويل كلي (Macroeconomic funding) في إطار "ميثاق البحر الأبيض المتوسط"، والذي يبحث حالياً مشاريع تنموية في الأردن ولبنان وسوريا بهدف تعزيز الحضور الأوروبي في المنطقة.
الجدير بالذكر أن عدم تصديق سوريا على اتفاقية قانون البحار (UNCLOS) لم يشكّل عائقاً أمام المضي في هذا التعاون، مما يعكس رغبة الأطراف في تجاوز العقبات القانونية لصالح دعم البنية التحتية الرقمية الإقليمية.