الخميس, 4 ديسمبر 2025 10:03 PM

سوريا: خطر الألغام ومخلفات الحرب يهدد حياة العائدين.. والأمم المتحدة تحذر

سوريا: خطر الألغام ومخلفات الحرب يهدد حياة العائدين.. والأمم المتحدة تحذر

دمشق-سانا: تمثل مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة خطراً صامتاً يتربص بين الأنقاض والحقول، ويشكل تحدياً أمنياً وإنسانياً يهدد حياة وسلامة آلاف الأسر السورية العائدة إلى مدنها وقراها التي تحررت من النظام البائد.

وفي تصريح لمراسل سانا، صرح جوزيف مكارتان، رئيس برنامج دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (أونماس) في سوريا، بأن عام 2024 شهد أعلى معدلات الإصابة بسبب انفجار المخلفات والذخائر الحربية، حيث تم تسجيل 500 ضحية بين قتيل وجريح في أكثر من 800 موقع ملوث في مناطق متعددة في الجنوب والشرق والشمال، مما يجعل ملف التوعية والسلامة من أهم الملفات الملحة في مرحلة ما بعد التحرير.

توزع جغرافي لخطر الموت

أوضح مكارتان أن أخطر المناطق تتركز في جنوب درعا ودير الزور ومناطق الفرات شرقاً، والشريط الممتد من شمال حماة وصولاً إلى شمال حلب واللاذقية، مشيراً إلى أن هذه المناطق تشهد عودة أعداد متزايدة من السكان، ولكن الكثيرين منهم لا يدركون حجم المخاطر التي تهددهم.

وأشار إلى أن نصف الإصابات تحدث للمزارعين أثناء عملهم، والنصف الآخر خلال محاولات ترميم المنازل أو جمع الخردة، مما يجعل التوعية الوقائية أساساً من أسس إعادة الإعمار وليس مجرد عمل ثانوي، داعياً إلى أن تشمل التوعية جميع فئات المجتمع.

الإعلام.. واجهة الوعي وشريك في السلامة

في إطار جهود الحماية المدنية، تنظم أونماس تدريبات خاصة للإعلاميين بهدف تعزيز دورهم كحلقة وصل بين المختصين والمجتمع. وأكدت المدربة عبير الصايغ أن وسائل الإعلام اليوم تمتلك القدرة على الوصول إلى ملايين الأشخاص، وأن رسالة إعلامية دقيقة قد تنقذ حياة، بينما قد تتسبب معلومات خاطئة في فقدان الكثيرين لحياتهم، مؤكدة أن جوهر هذه التدريبات هو ضمان وعي الإعلامي الكامل بطبيعة المخاطر، ونقل المعلومة بدقة ومسؤولية.

ووجهت الصايغ رسالة واضحة للعائدين بضرورة عدم دخول أي مكان غير معلن أنه آمن، والرجوع إلى الجهات المختصة والدفاع المدني قبل العودة إلى المنازل أو الأراضي الزراعية.

تحديات واسعة… وإرادة لا تتراجع

من جانبه، أشار المدرب فادي حمصي إلى أن التلوث الواسع بالمخلفات الحربية في سوريا يشكل تحدياً كبيراً. فمنذ عام 2019 يجري العمل بشكل متواصل لإيصال رسائل التوعية إلى أكبر عدد ممكن، وبعد التحرير من النظام البائد توسعت الهمة، لكن عودة الأهالي زادت من حجم المخاطر أيضاً، مؤكداً أن الفرق تعتمد على كل الوسائل المتاحة من الجلسات المباشرة، ووسائل التواصل الاجتماعي والمواد المرئية، لضمان وصول رسائل التحذير إلى كل بيت.

وفي سياق متصل، أشار علي قيقوني، مسؤول التواصل الحكومي للمركز الوطني لمكافحة الألغام، إلى أن المركز يتولى وضع وتنفيذ استراتيجيات إزالة مخلفات الحرب، ويعمل بالتنسيق مع الجهات العسكرية والهندسية والمنظمات الدولية، بما يضمن حماية المدنيين وسلامتهم.

ولفت قيقوني إلى أنه تم تسجيل 16 حادثاً مرتبطاً بالذخائر المنفجرة (EO) في أنحاء مختلفة من سوريا في آخر تحديث قبل أسبوع، والتي تسببت بسقوط 24 ضحية بين قتيل ومصاب، منوهاً إلى أن 3 من هذه الحوادث وقعت خلال الأسبوع الماضي.

يذكر أن الذخائر والمخلفات الحربية غير المنفجرة التي يعتبر العدد الأكبر منها من مخلفات النظام البائد، تشكل خطراً كبيراً يهدد حياة العديد من المواطنين السوريين ويعيق عودتهم إلى مناطقهم، كما يشكل عائقاً رئيساً أمام جهود إعادة الإعمار والتنمية.

مشاركة المقال: