الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 01:35 PM

شاهد من زنزانة الموت: شهادة مروعة من معتقل في مطار المزة العسكري عام 2013

شاهد من زنزانة الموت: شهادة مروعة من معتقل في مطار المزة العسكري عام 2013

مع بداية الثورة السورية، تحول سجن مطار المزة العسكري إلى مركز اعتقال رئيسي، لكن الأحداث المروعة التي جرت داخله ظلت بعيدة عن أعين الإعلام. كان المعتقلون يموتون بأعداد كبيرة، وتُترك جثثهم مكدسة بانتظار شاحنات خاصة لنقلها بعيدًا.

داخل هذه الزنزانات، كان هناك معتقلون سياسيون قضوا سنوات خلف القضبان، سُجنوا بتهم تتعلق بقضايا سياسية. يروي نورس سالم، أحد الناجين من معتقل المزة، تجربته المريرة قائلاً: "داخل الزنزانة رقم 13، لم يكن المعتقلون يتضرعون إلى الله للنجاة من السجن بقدر ما كانوا يخشون نوبة السجان أبو شعيب".

ويضيف: "عندما تبدأ نوبته، حتى كبار السن يجلسون باكين مودعين الشباب. مجرد ذكر اسمه كان كفيلاً بأن يجعل قاعة مليئة بالمعتقلين ترتجف خوفًا". مع بداية النوبة، كان يدخل الزنزانة صارخًا "انتباااه"، ويجبر الجميع على السجود ووجوههم نحو الحائط. ثم يبدأ بالبحث عن أضخم المعتقلين لتعذيبه بوحشية.

لم تكن تمر ليلة دون حفلة تعذيب. كان يختار مجموعة عشوائية ويأمرهم بالعواء حتى الصباح، ومن يتوقف، تنهال عليه ضربات الخرطوم الأخضر. كان يستمتع بتعذيب الأب أمام ابنه أو الأخ أمام أخيه. مجرد سماع اسمه كان يحول وجوه المعتقلين إلى شحوب ورجفان.

يروي سالم: "مرة عوقبنا لأننا أحدثنا ضجة، فبقينا أكثر من خمس ساعات بين ضرب وشبح ورش ماء وركل وشتائم. كان معنا شاب اسمه أبو عبد الله الكركي، همس لي قائلاً: إذا جاء الدكتور لا تقل له إني مريض أو أريد مشفى".

في اليوم التالي، دخل الطبيب سائلاً: "مين عم يفطس؟"، فأشار أحدهم إلى أبو عبد الله. رد الطبيب: "هاتوا هالكلب أنا بصحيه". بعد أيام، وفي ليلة حالكة، دخل أبو شعيب يجر وراءه رجلاً نصف ميت. جسده هزيل، يداه متورمتان، أسنانه مكسرة، وجهه محروق بشمعة، رائحته نتنة. كان هو أبو عبد الله نفسه، عائداً من المشفى بآثار التعذيب التي لم يشفُ منها. بعد ثلاثة أيام فقط، حمله رفاقه ملفوفًا ببطانية إلى الخارج. استقبله أبو شعيب برفسة في وجهه وهو يقول: "إنت ما كنت تفطس يا أخو ...؟".

يختم نورس سالم شهادته قائلاً: "هذا أبسط ما كان يحدث. أبو شعيب كان كابوس الزنزانة رقم 13، واسمه وحده يكفي ليزرع الموت في العيون".

زمان الوصل

مشاركة المقال: