الثلاثاء, 6 مايو 2025 07:42 AM

شحنة طبية فرنسية جديدة لدعم القطاع الصحي السوري: معدات متخصصة وأدوية بقيمة 60 ألف يورو

شحنة طبية فرنسية جديدة لدعم القطاع الصحي السوري: معدات متخصصة وأدوية بقيمة 60 ألف يورو

أعلنت الجمعية الفرنسية لإغاثة سوريا (sos-syrie)، ومقرها في مدينة بار-دو-لوك بمنطقة اللورين شمال شرقي فرنسا، عن إرسال شحنة جديدة من المساعدات الطبية إلى سوريا، تحتوي على معدات وأجهزة طبية متخصصة، إضافة إلى مستلزمات طبية وأدوية، في إطار التزام الجمعية المستمر بدعم القطاع الصحي السوري المتضرر بشدة خلال سنوات الحرب.

وفي تصريح لمنصة “سوريا 24″، قال الدكتور حسن العبد الله، مدير الجمعية، إن هذه الشحنة تأتي ضمن سلسلة متواصلة من الدعم الطبي. وأوضح: “نسعى لتغطية أكبر عدد ممكن من المستشفيات والمراكز الصحية، ووجودنا على الأرض وتعاوننا الوثيق مع الكوادر المحلية ووزارة الصحة يسهم في تعزيز فعالية هذه المساعدات”.

وأوضح العبد الله أن القيمة الإجمالية لهذه الشحنة تبلغ نحو 60 ألف يورو، وقد تم تمويلها بالكامل من تبرعات أفراد وجمعيات إنسانية فرنسية، حيث تبلغ سعة الشحنة 80 مترًا مكعبًا، ويُقدّر وزنها بين 15 إلى 20 طنًا، وتتضمن أجهزة إيكو مع الطابعات الخاصة بها، وأجهزة تنظير للجهاز الهضمي، ومعدات لمعالجة الكسور، وأخرى خاصة بجراحة المسالك البولية. كما تحتوي الشحنة على عدد من الأسرّة الطبية لغرف العمليات، وكراسٍ متحركة كهربائية ويدوية، وطاولات للعمليات الجراحية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية الاستهلاكية.

وبيّن الدكتور حسن أن الشحنة نتاج حملة تبرعات من جمعيات ومشافٍ وصيدليات فرنسية في مختلف المدن، وتتحمل الجمعية تكاليف الشحن من مختلف المدن الفرنسية إلى مستودعات الجمعية في مدينة بار-دو-لوك، وعند اكتمال الشحنات يتم التفاوُض مع شركات النقل لإيصالها إلى سوريا، موضحًا أن تكلفة نقل هذه الشحنة إلى سوريا ستتجاوز 6 آلاف يورو، وتستغرق عملية النقل نحو شهر للوصول إلى مناطق الشمال السوري تحديدًا، حيث تقوم مكاتب الجمعية داخل سوريا بتوزيع محتويات الشحنة بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية لمختلف المناطق.

دعم مستمر بعد التحرير

وأشار الدكتور العبد الله إلى أن نشاط الجمعية لم يتوقف خلال السنوات الماضية، بل شهد توسعًا واضحًا بعد ما وصفه بـ “سقوط نظام الأسد”، حيث أصبحت الأولويات أكثر وضوحًا في مجال العمل الطبي والإغاثي. وبيّن أن الجمعية قامت مؤخرًا بتزويد العديد من المستشفيات الرئيسية في البلاد بالمساعدات، منها: مشفى ابن النفيس، مشفى المجتهد بدمشق، مستشفيات في حلب وبانياس، مشفى أفاميا في ريف إدلب، مخيم الاتحاد في حزانو.

وتدير الجمعية عملياتها من خلال مكاتب ميدانية موزعة في دمشق وإدلب والباب وبانياس، وتعمل بتنسيق مباشر مع وزارة الصحة السورية لضمان توزيع عادل وسريع للمساعدات.

خبرة ميدانية منذ عام 2011

تأسست الجمعية الفرنسية لإغاثة سوريا عام 2011، بالتزامن مع انطلاق الثورة السورية، كرد فعل إنساني على الأوضاع المأساوية في سوريا، وهي مرخصة في فرنسا كمنظمة غير حكومية عاملة في الشأن الإنساني، وبدأت الجمعية عملها بتجهيز حقائب طبية وإرسالها بشكل شهري إلى سوريا، مستفيدة من خبرات أعضائها العاملين في القطاع الصحي وعلاقاتهم بالأطباء والصيادلة. وكان للجمعية حضور فعّال في جنوب سوريا، حيث أنشأت مستودعات في الأردن لدعم المستشفيات والمخيمات حتى عام 2018، عندما اضطرت للانسحاب بعد سيطرة القوات الروسية على المنطقة واستهداف المنشآت الطبية كمشفى تل شهاب.

ومع تفشي جائحة كورونا، ركزت الجمعية جهودها على تأمين الإمدادات الطبية، حيث واصلت إرسال شحنات دورية من المعدات الأساسية إلى المستشفيات والمستوصفات، سعيًا لدعم البنية التحتية الطبية في مختلف المناطق السورية، رغم الصعوبات اللوجستية والتحديات المالية الكبيرة.

مشاركة المقال: