الإثنين, 3 نوفمبر 2025 08:23 PM

عاصفة إلكترونية تطال الفنانين السوريين: شكران مرتجى ضحية حملات المحاسبة الافتراضية

عاصفة إلكترونية تطال الفنانين السوريين: شكران مرتجى ضحية حملات المحاسبة الافتراضية

أشعلت حلقة برنامج «أو لا لا» الذي تقدمه شكران مرتجى جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفعها إلى إغلاق حساباتها الشخصية. يأتي ذلك وسط حملات رقمية تنشر أرشيفات وتطالب بمحاسبة فنانين عملوا مع النظام السوري السابق أو اتخذوا موقفاً حيادياً، مما أدى إلى استقطاب حاد بين معسكرين، في حين تحاول الدراما السورية التعافي بين دمشق وبيروت واسطنبول.

بعد أيام قليلة من إطلاق شكران مرتجى برنامجها الحواري الجديد «أو لا لا» على قناة Ltv (لنا سابقاً) التي تبث من بيروت، وجدت الفنانة نفسها في قلب عاصفة إلكترونية، ما اضطرها إلى إغلاق حساباتها على فيسبوك وإكس.

الحلقة الأخيرة من البرنامج، التي استضافت المخرج سيف الدين سبيعي، أثارت جدلاً واسعاً، حيث اعتبرها ناشطون «ترويجاً لخطاب سياسي موارب» أو «محاولة لتلميع رموز محسوبة على النظام السابق». هذا الجدل كشف عن عمق الانقسام في الذاكرة السورية بعد سقوط نظام «البعث».

منذ أسابيع، تشهد المنصات حملة ممنهجة تستهدف عدداً من الفنانين السوريين الذين شاركوا في أعمال تناولت مواضيع تتعلق بـ «الثورة» السورية أو الحروب التي أعقبتها. حسابات مثل حساب تامر تركماني، مؤسس موقع «الأرشيف السوري»، تعيد نشر صور وتصريحات قديمة لهؤلاء الفنانين مع تعليقات لاذعة.

تهدف هذه الحملات إلى محاسبة الفنانين الذين عملوا في مناطق النظام السابق أو عبّروا عن دعمهم للجيش السوري السابق أو لبشار الأسد. اللافت أن الحملة طالت أيضاً فنانين حاولوا النأي بأنفسهم عن الاصطفاف السياسي أو التزموا الحياد، مثل محمد حداقي وأمل عرفة.

منصة «سوريا الآن» التابعة لشبكة «الجزيرة» ساهمت في تغذية الجدل عبر تقرير بعنوان «فنانون بين دعم النظام المخلوع والصمت… الاعتذار لا يمحو الدم»، مشيرة إلى أن «التطهر الأخلاقي» لا يمكن أن يمر عبر برنامج فني.

في موازاة ذلك، تجري مقارنة مستمرة بين فناني «النظام» وفناني «الثورة»، مثل واحة الراهب ونوار بلبل وريم علي، مقارنة بسلاف فواخرجي وباسم ياخور وشكران مرتجى.

يرى بعض الناشطين أن الفنانين المعارضين «دفعوا ثمن مواقفهم» بالإقصاء، بينما يعتبر آخرون أن «نجوم المعارضة أقل موهبة وحضوراً». النتيجة هي أن المشهد الفني السوري عالق بين معسكرين، في وقت تحاول فيه صناعة الدراما استعادة عافيتها.

برنامج «أو لا لا» الذي تقدمه شكران على قناة Ltv استوحى عنوانه من جملتها الشهيرة في مسلسل «لعبة حب»، وجاء في توقيت تبحث فيه القناة عن هويتها بعد انتقال إدارتها إلى بيروت. مرتجى حاولت في برنامجها الجديد الخروج عن أي تصنيف سياسي، لكنها لم تفلت من التوصيفات الجاهزة.

تحت وابل من الاتهامات، نشرت مرتجى منشوراً وداعياً قبل أن تغلق حساباتها، معربة عن أسفها لسوء الظن بها. رسالتها كشفت عن هشاشة العلاقة بين الفنان السوري وجمهوره في زمن الانقسام.

وهكذا، يجد الفنانون السوريون أنفسهم عالقين في فترة انتقالية بين نظامين، بينما تواصل شكران مرتجى الحضور عبر شاشة التلفزيون ببرنامجها الذي يعرض مساء كل جمعة.

مشاركة المقال: