يعاني سكان حي الرميلة، شمال شرق مدينة الرقة، من أزمة متفاقمة في مياه الشرب، حيث يشكو أكثر من 15 ألف نسمة، وخاصة في شارع جامع الإحسان، من ضعف ضخ المياه وعدم انتظامها، ما يضطر الأهالي لشراء المياه من الصهاريج الجوالة بأسعار مرتفعة، في ظل غياب حلول جذرية من الجهات المعنية.
ويُعد حي الرميلة من أكبر الأحياء السكنية في الرقة من حيث المساحة والكثافة السكانية، إلا أن خدماته الأساسية تعاني من تراجع واضح، خاصة فيما يتعلق بشبكات المياه، إضافة إلى تهالك الشوارع وغياب الكهرباء النظامية.
وقال محمد العامري (44 عامًا)، وهو أحد سكان الحي، لموقع سوريا 24: إن "المياه لا تصل إلى منازلنا بشكل منتظم، وإن وصلت، فهي لساعات قليلة جدًا لا تكفي حتى لملء خزانات الشرب، ما يجبرنا على شراء المياه بشكل شبه يومي". وأضاف أن الأزمة تزداد تفاقمًا في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك، في ظل عجز الشبكة الحالية عن تلبية احتياجات الحي.
بدوره، أشار محمود الشيخ (55 عامًا) من سكان شارع جامع الإحسان، إلى أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى لمؤسسة المياه والمجالس المحلية دون أي استجابة تُذكر، وقال: "لقد تعبنا من الشكوى، لا حلول، لا إصلاحات، لا متابعة، ليس من المعقول أن يعاني سكان الرقة من العطش بينما نهر الفرات يمر من المدينة".
وفي تعليقه على الأزمة، أرجع مصدر مسؤول في مؤسسة مياه الشرب التابعة لمجلس الرقة المدني المشكلة إلى قِدم الشبكة داخل الحي، موضحًا أنها لم تعد قادرة على مواكبة التوسع العمراني والكثافة السكانية الكبيرة في المنطقة. وأضاف المصدر لـ سوريا 24: أن "الشبكات الموجودة بحاجة إلى استبدال كامل، وقد وضعنا في مكتب الدراسات خطة لإنشاء شبكة مياه جديدة قادرة على تلبية احتياجات الحي لعقود قادمة، لكن تنفيذ المشروع مؤجل بسبب الحاجة لتمويل كبير لم يتوفر بعد".
وتبقى أزمة مياه الشرب في الرقة واحدة من أبرز التحديات الخدمية التي تواجه السكان، في ظل بطء الاستجابة وضعف الإمكانات، وسط مطالبات شعبية بضرورة تحرك عاجل يضمن الحد الأدنى من الحق في الحصول على المياه النظيفة.