خاص|| لكل عيد عاداته وتقاليده، وعيد الفصح ليس استثناءً، حيث يعتبر سلق وتلوين البيض من أبرز مظاهره. لكن في سوريا، يبدو أن هذه العادات تتضاءل بسبب الظروف المعيشية الصعبة.
مراسلة "أثر" استطلعت آراء بعض الأهالي من الطائفة المسيحية المحتفلة بالعيد، وتبين أن غالبيتهم يحاولون الحفاظ على هذه التقاليد قدر الإمكان. تالا تذكر أن هذه العادات أصبحت مكلفة، لكنهم يحرصون على الاحتفال بالحد الأدنى للحفاظ على بهجة العيد.
وتضيف تالا: "شراء صحن بيض واحد أصبح مكلفاً جداً، بالإضافة إلى تكلفة التلوين سواء كان طبيعياً أو صناعياً. سعر صحن البيض الصغير يبدأ من 20 ألف ليرة، والكبير 25 ألف ليرة، أي أن البيضة الواحدة تقريباً بـ 1000 ليرة سورية".
رامي وجد طريقة للتخفيف من التكلفة مع الحفاظ على روح الاحتفال، حيث استبدل بيض الدجاج ببيض بلاستيكي أو مصنوع من الشوكولا، وقام بتغليفه بالقصدير الملون.
جورج يرى أن الأعياد لم تعد كما كانت، "لأنها أصبحت غير متاحة للكثيرين بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة. ومع ذلك، تبقى للعيد رمزيته التي يسعى المحتفلون للحفاظ عليها في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها".
أبو أنور، صاحب بقالية، يرى أن الإقبال على شراء البيض في عيد الفصح "في حده الأدنى، ولا يوجد أي زيادة في نسبة الشراء. المناسبة أصبحت كغيرها تمر مرور الكرام، فالأحوال المعيشية للناس لا تسر".
حكيم، صاحب ميني ماركت، يقول: "الناس لم تعد كما كانت تحتفل بالطقوس إلا فيما ندر، أو إذا كانت الحالة المادية تسمح بذلك. الهم الوحيد اليوم هو تأمين الطعام والشراب في ظل الظروف الاقتصادية التي حرمت الكثيرين من الاحتفال. الإقبال على شراء البيض ليس كبيراً، والكميات المباعة قليلة، بمعدل 3-4 صحون يومياً".
مصدر في غرفة الزراعة أكد لـ"أثر" أنه "لو كان هناك طلب كبير على البيض، لارتفع سعره. لكن سعره ما يزال ثابتاً، مما يعني أن الإقبال على الشراء متواضع، لأن الظروف الاقتصادية تمنع البعض من شراء كميات كبيرة".
يذكر أن نزار سعد الدين، من لجنة تربية الدواجن باتحاد غرف الزراعة، أوضح سابقاً لـ"أثر" أن سبب انخفاض سعر بيض المائدة هو زيادة الإنتاج. وأضاف: "منذ سقوط النظام، عادت حوالي 30% من المداجن إلى العمل، بالإضافة إلى انخفاض كبير في مدخلات الإنتاج، وخاصة سعر الأعلاف، وعدم الحاجة إلى شراء المحروقات لتدفئة الأفواج من السوق السوداء مع بداية دفء الطقس".
وأكد سعد الدين أنه مع انخفاض أسعار بيض المائدة، هناك زيادة في استهلاك المادة، موضحاً أن "سعر البيض يباع حسب الحجم والوزن، فالوزن 1.600 كيلو غرام يباع بـ 16-17 ألف ليرة، والوزن 2.200 كيلو غرام يتراوح بين 24-25 ألف ليرة".
