الإثنين, 20 أكتوبر 2025 06:33 PM

غضب شعبي متصاعد: احتجاجات أوروبية وانتفاضة أمريكية ضد سياسات ترامب

غضب شعبي متصاعد: احتجاجات أوروبية وانتفاضة أمريكية ضد سياسات ترامب

يشهد العالم تصاعداً في الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فما هي الأسباب والدلالات وراء هذه التحركات في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية؟

شهدت الولايات المتحدة ما يشبه الانتفاضة الشعبية، بالتزامن مع مظاهرات احتجاجية في دول غربية أخرى. وقد بلغ هذا الغضب الشعبي ذروته في أمريكا بمشاركة أكثر من سبعة ملايين شخص في يوم واحد، ويعود ذلك لعدة أسباب:

أولاً: السياسات المتعلقة بالهجرة والتمييز والعرق، وخاصة خطاب ترامب الحاد والمثير للجدل حول المهاجرين، ووصفه لهم بأوصاف مسيئة، بالإضافة إلى السياسات الصارمة مثل الفصل بين العائلات على الحدود وإلغاء بعض برامج الهجرة، والتعامل مع قضايا العرق والعدالة المدنية، والاتهامات بممارسة التمييز.

ثانياً: الأسلوب السياسي والشخصي، والجدل حول "النزعة الملكية" أو الأسلوب "الاستبدادي" في الحكم، ومحاولات تجاوز المؤسسات الديمقراطية، والانتقادات الموجهة لتعيينه لموالين غير ذوي خبرة والضغط على وسائل الإعلام والجامعات.

ثالثاً: الاستخدام المفرط للسلطة التنفيذية والتهديد بتطبيق قوانين مثل "قانون التمرد" لنشر الجيش في الاحتجاجات.

رابعاً: السياسات الاقتصادية والتجارية، مثل فرض رسوم جمركية عالمية شاملة أثارت حرباً تجارية مع دول صديقة مثل الاتحاد الأوروبي والصين، والسياسات التقشفية أو تقليص حجم الإدارات الحكومية، والقلق من تداعيات سياساته على الاقتصاد العالمي.

خامساً: السياسات الخارجية والقضايا البيئية، والانسحاب من اتفاقيات دولية مهمة مثل اتفاق باريس للمناخ أو الاتفاق النووي الإيراني، مما أثار قلق الحلفاء الغربيين، وموقفه من بعض القضايا الدولية الحساسة.

سادساً: قضايا الحقوق المدنية والحريات العامة، والاستمرار في استهداف المجتمعات المهمشة وتجريم المعارضة وتآكل الحريات المدنية، وفقاً لبعض المحتجين.

الدلالات الأميركية والعالمية للاحتجاجات:

أ ـ الدلالات الأميركية (المحلية):

  • التأكيد على رفض محاولات الانقلاب على الديمقراطية، وتنامي المقاومة المدنية، حيث دلت الاحتجاجات على التزام جزء كبير من الشعب الأميركي بحماية المؤسسات الديمقراطية، وحقوق الأقليات، والحريات المدنية، ورفض التمييز، والتمسك بحقه في التعبير والمقاومة المدنية.
  • الاستقطاب السياسي الحاد، حيث تعكس الاحتجاجات الانقسام العميق في المجتمع الأميركي بين مؤيدي ترامب ومعارضيه، وهو انقسام يتجاوز السياسات ليصل إلى القيم الأساسية وطبيعة الهوية الأميركية.
  • تأثير الاحتجاجات على المشهد الانتخابي والتشريعي: تُعتبر هذه الاحتجاجات ضغطاً مستمراً على الإدارة والكونغرس، وقد تلعب دوراً في تحفيز المعارضة وتشكيل نتائج الانتخابات القادمة، وهو ما يقلق الحزب الجمهوري مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية.
  • تنامي القلق من تآكل الضوابط والتوازنات: تُشير شعارات مثل "لا للملوك" إلى قلق شعبي متزايد من أن تسعى إدارة ترامب إلى التحايل على القواعد أو تجاوزها، مما يهدد مبدأ الضوابط والتوازنات في النظام الأميركي.
  • المطالبة بالإصلاح الاجتماعي والقانوني: بعض الاحتجاجات، مثل تلك المتعلقة بالعنصرية وعنف الشرطة، تطالب بتغيير القوانين ومحاسبة المسؤولين الذين يفرطون في استخدام السلطة أو يمارسون التمييز.

ب ـ الدلالات العالمية:

  • القلق من "الحمائية" وتداعياتها الاقتصادية: تعكس الاحتجاجات في الدول الغربية، كأوروبا، القلق من سياسات ترامب التجارية مثل الرسوم الجمركية، والتي تؤدي إلى اضطراب الاسواق والتسبب بركود عالمي والاضرار بالاقتصاديات الدولية.
  • الرفض العالمي للنزعات القومية المتطرفة: تُظهر التظاهرات في العواصم الأوروبية أن هناك رفضاً عالمياً لأسلوب ترامب القائم على مبدأ "أميركا أولاً" وللنزعات القومية المتطرفة، ورغبة واسعة في الحفاظ على التعاون الدولي والتحالفات التقليدية.
  • تأثير النموذج الأميركي على العالم: تُعتبر الاحتجاجات دليلاً على أنّ ما يحدث في أميركا يمثل "مشكلة الجميع"، وأنّ سلوك أقوى دولة في العالم يؤثر على الاستقرار الاقتصادي والسياسي والبيئي على الصعيد العالمي.
  • دعم التحالفات المتعددة الأطراف: تعكس هذه الاحتجاجات رغبة حلفاء أميركا في استمرار نهج التعاون الدولي وتفضيلهم لسياسات أقلّ عدوانية وأكثر تعددية في مقاربة القضايا العالمية.

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب: حسن حردان)

مشاركة المقال: