الأحد, 12 أكتوبر 2025 03:15 PM

غضب في الجزيرة السورية إزاء تصريحات مظلوم عبدي حول مستقبل المنطقة ومطالبات بالسيادة السورية

غضب في الجزيرة السورية إزاء تصريحات مظلوم عبدي حول مستقبل المنطقة ومطالبات بالسيادة السورية

تشهد المنطقة الشرقية في سوريا استياءً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون وإعلاميون وسكان الجزيرة السورية عن استنكارهم الشديد لتصريحات مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي أدلى بها عبر قناة روناهي.

أكد عبدي في تصريحاته أن ملفات الرقة ودير الزور والحسكة مرتبطة بنظام الحكم في سوريا، مشددًا على أن الانسحاب من الرقة ودير الزور غير قابل للنقاش، مع الإشارة إلى ضرورة التوصل إلى حل سوري-سوري وبقاء قنوات التواصل مع تركيا مفتوحة. أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة، حيث اعتبرها الكثيرون تجاهلًا لحقوق أبناء المنطقة وإرادتهم في تقرير مصيرهم.

أصدرت شبكة إعلاميون بلا حدود الرقة، ومن تمثلهم من أهل الجزيرة السورية، بيانًا أكدوا فيه أن هذه التصريحات تعد تعديًا واضحًا على إرادة السكان الأصليين، وتجاهلًا لمعاناتهم اليومية تحت سلطة تمارس انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين، من اعتقالات تعسفية ومصادرة للأملاك وارتكاب جرائم موثقة دون أي محاسبة أو مساءلة.

طالبت الشبكة الحكومة السورية بتحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية في استعادة سيادتها على كامل التراب الوطني، وتأمين الحماية للمدنيين، وإعادة مؤسسات الدولة، ووقف الانتهاكات المستمرة بحق الأبرياء. كما وجهت الشبكة نداءً عاجلاً لجميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية بضرورة التحرك الفوري والجاد لإيجاد حل يعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة، محذرة من أن الأوضاع قد تتفاقم وتخرج عن السيطرة نتيجة الغضب الشعبي المتزايد جراء استمرار الانتهاكات.

من جانبه، أصدر التجمع العام لمحافظة الرقة بيانًا رسميًا اعتبر فيه تصريحات قائد ما يسمى بـ قسد استفزازًا لمشاعر السوريين كافة، يضاف إلى السجل الإجرامي لهذه الميليشيا. واعتبرها محاولة وقحة لإدامة حالة الانقسام، خدمة لأجندات لا تمثل أبناء الجزيرة السورية. وأكد التجمع أن الرقة هي أرض سورية خالصة، ولا يحق لأي طرف تقرير مصيرها أو التحدث باسم أهلها.

أشار البيان إلى أن هذه المحافظة قدمت آلاف الشهداء في سبيل تحقيق أهداف الثورة السورية ونيل حريتها ووحدتها الوطنية مع باقي المحافظات الأخرى. كما شدد على أن الرقة لن تكون يومًا ورقة تفاوض أو مجال نفوذ لأي جهة خارج إرادة أبنائها الشرفاء الأحرار. ودعا البيان القوة الوطنية في الرقة ودير الزور والحسكة بشكل خاص، وجميع القوى الوطنية في المحافظات السورية بشكل عام، إلى موقف موحد يرفض هذه التصريحات، ويؤكد أن القرار في هذه المحافظات سيبقى بيد أهلها، في إطار الدولة السورية الموحدة وبسيادة كاملة عليها.

من جانبها، لم تصدر الحكومة السورية أي رد على التصريحات التي أدلى بها عبدي، مما يساهم في زيادة تعقيد الوضع أكثر ويترك المجال لتصاعد التوترات مابين أهالي الجزيرة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.

عمار الحميدي - زمان الوصل

مشاركة المقال: