الخميس, 16 أكتوبر 2025 08:49 PM

غموض يكتنف 44 مليون دولار: مطالبات بالكشف عن نتائج حملة "أبشري حوران"

غموض يكتنف 44 مليون دولار: مطالبات بالكشف عن نتائج حملة "أبشري حوران"

تتصاعد المطالبات بالكشف عن تفاصيل حملة "أبشري حوران"، التي أُطلقت لدعم الأهالي في الجنوب السوري وجمعت ما يزيد عن 44 مليون دولار أميركي. يتركز النقاش حول شفافية الحملة في عرض نتائجها وآلية التواصل مع الجمهور، حيث يرى المتبرعون أن من حقهم الاطلاع على نتائج تبرعاتهم عبر نفس المنصات التي دُعوا من خلالها للمشاركة، بدلاً من قنوات متفرقة. فالوضوح والتحديثات المستمرة هما أساس الثقة بين القائمين على الحملة والمجتمع.

الصحفي باسل منصور، وهو من محافظة "درعا"، عبّر عن هذا الرأي في منشور مطول على فيسبوك، مؤكداً أن الحملة أُقيمت لحوران، وبالتالي يجب عرض نتائجها لأهل حوران، وهذا أبسط مبادئ الشفافية. وشدد على ضرورة النشر عبر الصفحات الرسمية للحملة والموقع الإلكتروني المخصص لها.

واقترح منصور تعزيز الجانب الإعلامي للحملة من خلال خطة تواصل واضحة وتحديثات دورية توثق مراحل العمل، لضمان استمرار الثقة والمصداقية تجاه المتبرعين والمجتمع المحلي. كما اقترح تعيين شخص مختص بالإدارة الإعلامية، على أن تُصرف أتعابه من المصاريف اللوجستية للحملة، أو إشراك متبرعين ومتطوعين جدد لتغطية هذا الجانب الحيوي.

آخر منشور على صفحة الحملة في فيسبوك كان بتاريخ 21 أيلول الفائت، وهو إعلان للتعاقد مع حفارات آبار مرخصة لتنفيذ أعمال حفر آبار في قرى المحافظة، دون ذكر تفاصيل المشاريع أو أماكن حفر الآبار أو التكاليف المتوقعة. وينطبق الأمر ذاته على منشور آخر حول ترميم مدارس في المحافظة.

الموقع الإلكتروني للحملة يؤكد على أن الشفافية هي الأساس لبناء الثقة، وأن الحوكمة الرشيدة هي الضمان لتحقيق الأثر الحقيقي، مع التأكيد على وجود آليات واضحة تضمن إدارة رشيدة للتبرعات وتنفيذ المشاريع وفق أعلى معايير النزاهة والجودة، دون الكشف عن هذه الآليات بشكل علني.

في حملة "دير العز" مثلاً، بدأ القائمون عليها مؤخراً بذكر المشاريع التي بدأوا بتنفيذها بشكل علني، مع تفاصيل التكاليف والمبالغ المرصودة لها من أموال الحملة، وهو ما يشجع الكثير من المتبرعين على التبرع، لمعرفتهم أين تذهب أموالهم.

ورغم تأكيد حملة "أبشري حوران" على التزامها بمعايير النزاهة والحوكمة الرشيدة، إلا أن غياب البيانات التفصيلية والتحديثات الدورية يثير التساؤلات حول كيفية إدارة الأموال وآليات التنفيذ. ففي العمل الإغاثي، لا يكفي جمع التبرعات وتحقيق الأرقام، بل تبرز أهمية الشفافية التواصلية التي تطمئن المتبرعين وتمنح المستفيدين شعوراً بالثقة والانتماء.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم ينشر القائمون على حملة "أبشري حوران" عبر معرفاتها الرسمية أي توضيح رسمي حول المشاريع المنفذة فعلياً أو نسب الإنجاز في القطاعات التي أُعلن عنها سابقاً، رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على آخر منشور رسمي.

مشاركة المقال: