كشفت مصادر أمريكية للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا سيبدأ خلال شهرين، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية يوم الثلاثاء 15 أبريل.
أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل بذلت جهودًا حثيثة لمنع هذا الانسحاب، إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل. ومع ذلك، لا تزال المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تواصل الضغط على واشنطن في محاولة لتغيير هذا القرار.
لم تكن نية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية مفاجئة، حيث أعلن عن هذه النية منذ بداية ولايته، وذلك في إطار السياسة التي تتبناها الإدارة الأمريكية، والتي تتأثر جزئيًا بمواقف نائبه.
تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على إعداد الخطط اللازمة لهذا الانسحاب منذ فترة طويلة، وتستعد واشنطن حاليًا للانتقال إلى المرحلة العملية، مع إبقاء الجانب الإسرائيلي على اطلاع دائم بآخر المستجدات.
خلال المناقشات بين الطرفين، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم العميق بشأن التداعيات المحتملة لهذه الخطوة. وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الانسحاب، إذا تم، سيكون جزئيًا، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة خشية تصاعد التوترات مع تركيا.
تنتشر القوات الأمريكية حاليًا في عدة مناطق استراتيجية شمال شرقي سوريا، ويبلغ قوامها حوالي 2000 جندي. ووفقًا لأحد المسؤولين، فإن الانسحاب سيشمل سحب نحو ألف جندي من سوريا.
ترى إسرائيل أن انسحاب هذه القوات قد يزيد من طموحات تركيا للسيطرة على المزيد من المواقع العسكرية الاستراتيجية في سوريا. وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى رغبة الرئيس التركي في استغلال هذه التطورات لتعزيز مكانة بلاده كقوة إقليمية، بما في ذلك في سوريا.
وكان الرئيس التركي قد صرح يوم الثلاثاء بأن أي طرف يحاول زعزعة استقرار سوريا سيجد تركيا تقف إلى جانب الحكومة السورية في مواجهته، مؤكدًا أن تركيا لن تسمح بتقسيم سوريا أو بعودتها إلى ما قبل 8 كانون الأول. وأضاف أن كل من يسعى لإثارة الصراع في سوريا سيجد نفسه في مواجهة تركيا، وأن هناك من يحاول اختبار صبر تركيا.
تعتبر إسرائيل أن الوجود التركي الدائم في قواعد مثل تدمر و"T4" يمثل تجاوزًا للخط الأحمر، وقد يضر بحرية عمل الجيش الإسرائيلي. وفي اجتماع بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان الأسبوع الماضي، أبدى الطرفان اهتمامًا بتهدئة الأوضاع وبدء محادثات لإنشاء آلية على غرار النموذج الإسرائيلي الروسي الذي ينظم أنشطة القوات الجوية في سوريا.
ترى الصحيفة الإسرائيلية أن الانسحاب الأمريكي المخطط له، بالإضافة إلى تعاطف الرئيس الأمريكي مع نظيره التركي، دفع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى زيادة يقظتها. وهذا يعني أن عرض ترامب للعمل كوسيط بين تركيا وإسرائيل ليس مطمئنًا بالضرورة، خاصة في ظل الاستعداد لسحب القوات الأمريكية. وترى مصادر أمنية إسرائيلية في الهجمات على قاعدة "T4" سباقًا مع الزمن قبل الانسحاب الأمريكي.
منذ شباط الماضي، وضعت وزارة الدفاع الأمريكية خططًا للانسحاب الكامل من سوريا في غضون فترة تتراوح بين 30 و90 يومًا. وذكرت شبكة "NBCNEWS" حينها أن الرئيس الأمريكي ومسؤولين مقربين منه أعربوا عن اهتمامهم بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو ما دفع "البنتاجون" لوضع خطط للانسحاب في 30 أو 60 أو 90 يومًا. ونقلت الشبكة عن مسؤولين اثنين في "البنتاجون" أن الوزارة تعمل على وضع خطط لسحب كل القوات الأمريكية من سوريا.