في مدينة حيدر آباد الهندية، احتضنت مسابقة ملكة جمال العالم 2025 حدثاً استثنائياً يؤكد أن الجمال الحقيقي هو صوت التغيير والتمكين والوعي.
برز خطاب ملكة جمال تايلاند، أوبال سوشاتا، كصرخة أمل، قائلة: "وجودي هنا هو أعظم فرصة، ومسؤوليتي كسفيرة تتجاوز الجمال الخارجي لتشمل كيف يرانا الآخرون كنساء ملهمات وقائدات".
هذا الخطاب يرفض النظرة الضيقة للجمال كقشرة خارجية، ويعيد تعريفه كقوة داخلية. فالجمال، بحسب أوبال، ليس فقط في المظهر، بل في كيفية قيادتنا للآخرين برقيّ ووعي، وفي كوننا قدوة حقيقية.
تؤكد أوبال أن كل امرأة تحمل في داخلها قوّة تأثير، فهي صوت كل طفل ينتظر الدعم، وكل امرأة تبحث عن التمكين، وكل إنسان يسعى إلى التغيير. وتضيف: "أفضل طريقة لقيادة الآخرين هي أن تقودهم برقيّ أفعالك... الجمال الحقيقي ينبع من الداخل ويترجم إلى أفعال تخدم مجتمعاتنا".
هذه الكلمات تعكس وعياً اجتماعياً عميقاً، حيث يلتقي الجمال بالمسؤولية. فهي تدعو النساء إلى أن يصبحن رموزاً للتغيير، وأيقونات تحمل قيماً إنسانية وأخلاقية.
قصة أوبال الشخصية مع تحدٍّ صحيٍّ حقيقيّ، والجهود التي بذلتها في حملة التوعية “Opal For Her” أثبتت أن التاج هو أمانة ومسؤولية أكبر بكثير من مجرد لقب.
ملكة جمال إثيوبيا هاسيت ديرجي أكدت أن مسابقة ملكة الجمال ليست مجرد مسابقة جمالية، بل هي دعم للأطفال والنساء. وقالت: "أنا أوّل إثيوبية تصل إلى هذه المرحلة، وأشعر بفخر كبير، فنجاحي ليس لي فقط، بل لكل طفل ولكل امرأة، وهدفي أن أثبت لكم أنكم تستطيعون تحقيق المستحيل".
الحفل شهد انسجاماً فنياً بين التراث والموضة، من خلال عرض أزياء مستوحى من أقمشة تيلانغانا اليدوية.
برز الحضور العربي بتأهّل ملكتي جمال لبنان وتونس ضمن Top 20. ندى كوسا من لبنان كانت رمزاً لجيل عربي طموح وواعٍ. أما لميس الرديسي من تونس فقد أسرت الأنظار بفستان مستوحى من “قبعة المحرس” التونسية، الذي نال جائزة أفضل زي وطني.
ملكة جمال إنكلترا، ميلا ماجيه، فاجأت الجمهور بانسحابها قبل أيام من النهائي، معللةً قرارها بأنها ترفض أن تُعامل كمجرد عرض ترفيهي للمستثمرين، ووصفت المسابقة بأنها قديمة ومحدودة الرؤية.
الحفل أقيم في قصر تشوماهالا الفخم، وسط أجواء مستوحاة من عالم بوليوود، وتلاقت فيه الأزياء الهندية التقليدية مع عرض أزياء مدهش. وفي الختام، أطلقت أوبال سوشاتا، إلى جانب العديد من المشارِكات، العنان لرؤية تجعل من الجمال قوّة ناعمة.