الخميس, 8 مايو 2025 02:08 PM

في سوريا: هل أصبح "التوجيه" ضروريًا لتحريك الملعقة؟ نظرة ساخرة على البيروقراطية

في سوريا: هل أصبح "التوجيه" ضروريًا لتحريك الملعقة؟ نظرة ساخرة على البيروقراطية

في حادثة هي الأولى من نوعها، وبـ”توجيه مباشر” من رئيس المطبخ السيد “أبو طشط”، قامت الملعقة المتخصصة بتحريك السوائل، بأداء مهامها الاعتيادية وتحريك كوب من الشاي الساخن صباح اليوم.

مصادر مطلعة على سير عملية “التحريك”، أكدت أن العملية تمت بنجاح منقطع النظير وفق تعليمات السيد “أبو طشط”، وأضافت أنه تم تحريك الملعقة استخدمت اليد اليمنى بدون أي دعم خارجي، وأضافت المصادر أن السيد “أبو طشط”، شكر جميع المساهمين بنجاح عملية التحريك، وأكد على “أهمية التوجيهات العليا في إنجاح أي عمل مهما بدا بسيطاً”.

التوجيهات من الواضح أنها باتت شرطاً أساسياً لتحريك أي جهة في هذا البلد، من القمامة إلى المياه، مروراً بالأقلام وحتى الأفكار التي قد تخطر على بال عامل صيانة أنابيب ضخ المياه بضرورة صيانتها وإصلاح عطل ما، لا تتحقق إلا بتوجيه من مديره.

وبناءً عليه، بات من الطبيعي رصد خبر على إحدى من نمط: “بتوجيه من المحافظ، قامت ورشة الصيانة بتبديل لمبة محترقة في الشارع بعد أسبوعين من انطفائها”. كمثال آخر: “بتوجيه من مدير التربية، تم فتح باب الصف أمام الطلاب”، وبتوجيه من رئيس قسم الطباعة، “تم إرسال الورقة إلى الطابعة ولكنها علقت كالعادة” ربما بانتظار “توجيه جديد!”.

ظاهرة “التوجيهات الرنانة” باتت تحوّل أي إجراء روتيني إلى إنجاز بطولي يحسب للمسؤول، وكأن الجميع ينظرون “إشارة من فوق” للقيام بعملهم. ولكن، ماذا سيحدث إذا لم يأتِ هذا “التوجيه المصيري”؟ هل كنا سنغرق في القمامة، أو تنفجر الأنابيب، أو تبقى أكواب الشاي بدون تحريك؟ الله وأعلم!

في الختام، نقترح على تعميم قرار بعنوان: “بدافع واجبه المهني قام الموظف بعمله دون الحاجة لتوجيه”، أو “قام المسؤول بعمله دون الحاجة لتغطية إعلامية من نمط توجيه”.

مشاركة المقال: